هذا هو وطننا وطن الإيمان ووطن التوحيد، تسمع هنا وهناك أذانات تعلو وتردد كلمة التوحيد الله أكبر، هذا هو مبدأنا الذي لن نحيد عنه يا وطن الأمان والأمن. انبلج الفجر على امتداد تاريخك يا وطن هذا الفجر الذي ولد بمعطيات صناع التاريخ وأعزهم وأشرفهم وأعظمهم.. محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم نبي هذه الأمة ومعلمها ومهذبها وهاديها على الصراط المستقيم وطن فيه أعظم المقدسات يعيش فيه كل مواطن بذلك الأمان الذي أصبح مضربًا للأمثال بفضل الله ثم بفضل ولاة أمرنا.تقوم الولاية أساسًا بالتسليم لمن يتولى أمرك والتبعية لمن تتبع هديه وتسترشد بتعاليمه، فمن هداه الله فهو وليه وناصره ومؤيده ومن لم يهتد فلا هادي له فالولاية في الإسلام قائمة على عماد العبودية للخالق وهو عهد في ذمة المسلم بالولاء لله تعبدًا ولدينه مطبقًا ولرسوله صلى الله عليه وسلم متبعًا وهو ما ينسحب تبعًا إلى ولي الأمر باعتباره ظل الله في الأرض قيمًا عليها مقيمًا شرع الله وسنة رسوله في حدودها فله ولاء وطاعة، فالولاية اسم لفعل يتولى ويعني التسليم لمن يتولى أمرك ويقوم برعاية شؤون حياتك، إن الولاء عقد ولائي تلازمي بين وطن مواطن، وموالاة الوطن وولي الأمر صبغة آدمية مصبوغ بها الإنسان بصبغة الأرض كيف لا وهو وطننا الذي نعيش على أرضه ونتنفس هواءه ونلتحف سماءه نكتسي نسيجه ونقتات خيراته وبنور الله فيه تنورت عقولنا ونمت طموحات مستقبلنا إننا اليوم أحوج ما نكون أن نكون يدًا واحدة في وطن ترعرعنا فيه وعشنا على خيراته والأهم من ذلك ما وفره لنا ولاة الأمر أعزهم الله من سبل الراحة والأمن والأمان، أما إذا غاب الولاء فسيحتدم الخلاف ويتحول إلى خلاف تطغى عليه جدليات تتطور إلى خصومات فمنازعات وانقسامات خلافية تذهب كل فرقة بما ترى وتتشبث كل شريحة بما تهوى ينشأ في ساحتها صراع وصنوف من التأليب وتأجيج عواطف الضد فيكيد هذا مكيدة لذاك ويذيق بعضهم بأس بعض.فإذكاء الولاء هو صمام الأمان ضد التفرق ومرشد إلى التجمع يلاذ به إذا بدت بوادر فتنة وملامح بغضاء تشق الصفوف، وقد أقام الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه دولة استجمعت في حوضها مجاميع الوطن مستظلين بولاية الله فتبعه شعبه مباركين مهللين بوحدة الجمع ونبذ للفرقة وجاء من بعده أبناؤه الكرماء الذين ساروا على نفس النهج ولا يزال الأمر كذلك بإذن الله.يجب أن تكون لنا كلمة نتصدى بها لأقنعة الباطل وننصر بها الحق والحقيقة ونذود عن دين كفل لنا الكرامة والعزة وغرس فينا بذور الخير والنماء ونكون يدًا واحدة مع ولاة أمرنا الأوفياء الكرماء فنحن يا وطن ثابتون بالاستقرار وثابتون بحبنا لك ولولاة الأمر نحن في دفئك وأمنك وأمانك نصنع كل يوم تاريخًا جديدًا ولن نساوم عليك ما حيينا فلن نسمح لأي كان أن يقفز فوق كتف التاريخ لأنك يا وطن صنعت تاريخ الإنسان الكريم الحر المؤمن المنتصر القادر على الوجود والحياة في مناخ العزة والرفعة. وطن لا يظلم أحدًا ولا يعتدي على أحد ولا يضطهد أحدًا هذا هو وطن الحرمين الشريفين وهؤلاء هم ولاة أمرنا الذين أحبوا شعبهم فأحبهم وأخلص لهم حفظ الله ولاة الأمر والوطن. خالد شباب السكراني - جدة