في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة فيضًا من الثورات والتغيرات تكتنف مناطق السلطة الفلسطينية أجواء ضبابية يبدو من خلالها الوضع الفلسطيني بأنه يكتفي بالمشاهدة، مشاهدة الأحداث من حوله، ومشاهدة الانتهاكات الإسرائيلية لحقوقه من استيطان وتهويد واعتداءات يومية على المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية وقطاع غزة دون أن يحرك ساكنًا، وذلك في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات قادة فتح والسلطة وحماس مرددة نفس النغمة التي دأبت على ترديدها منذ عدة أعوام بضرورة إنجاز المصالحة الفلسطينية ووضع حد للانقسام الذي لا تزال إسرائيل تستثمره على أوسع نطاق من خلال إكمال مشاريعها الاستيطانية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، وفيما تسمع أصوات خافتة تصدر على استحياء بضرورة إنهاء الحصار. إن ما يسمى بمشروع بناء هياكل الدولة الفلسطينية المرتقبة من منشآت ومؤسسات وأجهزة لا يمكن أن يعطي ولو بصيص أمل على طريق إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة بعاصمتها القدس الشريف على أرض الواقع في القريب المنظور طالما أن إسرائيل قادرة على تدمير تلك الهياكل في غضون ساعات ما لم تكن هناك إرادة وطنية وسياسية فلسطينية صلبة تعبر عن نفسها من خلال عمل جماعي يرتقي إلى مستوى تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال لا سيما في ظل الثورات والتغيرات التي تشهدها المنطقة وتلقى دعمًا من قبل المجتمع الدولي وعلى الأخص من قبل دول الغرب وعلى رأسها الولاياتالمتحدة مع الأخذ في الاعتبار بأن العالم لم ولن يصغي إلى صوت الشعب الفلسطيني إلا إذا أنهى مهزلة الانقسام وتوحد في صف واحد للمطالبة بحقوقه المشروعة. على الفلسطينيين اغتنام هذه الفرصة التي قد لا تتكرر، لتفعيل الشرعية دعما لحقوقهم ومطالبهم بإنهاء الاحتلال فورًا ودون شروط. وإذا كان الانقسام عار كما يقول أبو مازن ، وإذا كان الوقت قد حان لإنهاء الانقسام كما يقول مشعل، فلماذا يستمر حتى الآن؟ ولماذا لا يقول الشعب الفلسطيني كلمته النهائية لإنهاء التيه الفلسطيني الذي طال حتى أصبح سياقه طريقًا بلا نهاية؟