ربما يكون على كل من ظنّ أن الزعيم الليبي معمر القذافي سيرحل في هدوء كما رحل زعيما مصر وتونس أن يعيد التفكير.. فالقذافي لم يتورّع يومًا عن إراقة الدماء وقد تكون نهايته دموية بالمثل. وأوضح القذافي أنه يعتزم مواصلة القتال الى النهاية !! وقال محللون وخبراء غربيون وشرقيون بارزون: إن رسالة القذافى الآن هى «أنا ومن بعدي الطوفان!!!.»وأكدوا أن تغيير النظام لن يأتي الاّ اذا أجبره المقرّبون منه على التنحي. وبيّنوا أن القذافي يؤمن بشدة بأنه تجسيد لبلاده وأنه يفضّل أن تسقط بلاده على الرضوخ لانتفاضة بدأت منذ أسبوعين ضد حكمه الشمولي المستمر منذ 41 عاما!!. ويقول خبراء: إن القذافي بالرغم من فقدانه السيطرة على أجزاء كبيرة من شرق البلاد لكنه يفضّل فيما يبدو أن يحوّل ليبيا الى أنقاض كما حدث في الصومال على أن يتخلّى عن الحكم!. وقال فواز جرجس استاذ سياسات الشرق الأوسط بكلية الاقتصاد بلندن: "هناك خطر حقيقي وهو أن ليبيا تنزلق نحو حرب أهلية طويلة ومطوّلة." وأضاف: "من خلال كل ما رأيناه حتى الآن، القذافي في مأزق ، ظهره للحائط ، وليست لديه استراتيجية للخروج. سيقاتل حتى النهاية المريرة على الأرجح." وقال جرجس: إن القذافي في الأيام الأخيرة "امتص الصدمة الأولى فيما يبدو. إنه يعزز قاعدة نفوذه المحدودة."وبيّن أن "نظام القذافي يعد نفسه لقتال طويل. لديه أصول عسكرية ومالية كافية." وقال سعد جبار وهو محامٍ جزائري مقيم في لندن كان قد شارك في المفاوضات الخاصة بتفجير لوكربي: "القذافي اختصر الشعب الليبي في شخصه." وأضاف: "هدفه سيكون إحداث فوضى وإشعال حرب أهلية في البلاد او تحويلها الى صومال آخر. دولة مقسّمة ، بلا سلطة مركزية ، يظل يمثل فيها قوة." ومضى جبّار يقول: "القذافي لديه حاويات من الدولارات وبنادق لتسليح الناس ولديه أنصار. كلما أحدث فوضى، كلما كان هذا أفضل، (بالنسبة له)." وتابع قائلا : "رسالته هي : أنا ومن بعدي الطوفان. اذا أجبرتموني على التنحي سأترك إما دولة مقسّمة أو دولة في حرب أهلية مثل الصومال." ولم يختبر الليبيون الديمقراطية منذ الإطاحة بالملك إدريس السنوسي وأنشاء دولة بوليسية عام 1969 .ونجح الزعيم الزئبقي في التشبث بالسلطة من خلال جهاز أمني شكّل بعناية. ومازالت الصحافة مكمّمة على الرغم من تخفيف محدود للقيود في الأعوام الأخيرة ،