هل كنتم تعتقدون أن البوعزيزي وغيره قد تلقوا دورة تدريبية من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي في كيفية حرق أنفسهم...! و هل توقعتم أن صفعة الشرطيه له دون أن تدري إنها تفتح بذلك باب الطائرة لرئيسين عربيين على الأقل..كان لها أجندة غربية تنفذها !! وهل هذا الشاب الذي واجه دبابة بصدر عارٍ لأن أمه توفيت دون أن يملك ثمن دواء لها .. قد تلقى مساعدات من صندوق النقد الدولي ! وهل ظننتم أن هذه الشعوب الحالمة برغيف خبز نظيف قد عقدت مؤتمر تنسيق لموعد إنطلاقها في تل أبيب .....إذًا عن أي مؤامرة تتحدثون؟ عندما يغلق معبر رفح و يرتفع العلم الإسرائيلي فوق اكبر عاصمة عربية و تنقطع حتى الإمدادات الغذائية والدوائية عن أهل غزة وأطفالها فإن إسرائيل و اغلب الظن لا تحلم بأكثر من ذلك...والكل يعرف عن اجتماعاتها الطارئة للوقوف على مستجدات الثورة العربية.....و من لم يصدق فليتابع صحيفة هآراتس الإسرائيلية التي تثير فضيحة تورط الموساد بإرسال فرق مرتزقة مدربة لقمع تظاهرات الشعب الليبي ..! أيضا عندما تسبح ايطاليا بثلاثة أرباع النفط الليبي و غازه مقابل حفلات و قصور و مسابح و حفنة قليلة من الدولارات فإنها بالتأكيد لن تفكر ببديل...ولن تستنكر تقبيل يد القذافي أو حتى خشمه , وعندما تسطو أمريكا على معدات البرنامج النووي الليبي مقابل فك الحصار عنه فليس من صالحها من يطالبها بتعويضات أو يكيل لها التهمات !! في تونس كانت فرنسا تسرح و تمرح هناك و السيد شيراك نفسه وصف الرئيس المخلوع (بن علي )بأنه أعظم رجل عرفه في حياته و لعله وعلى هذه الخلفية امتنعت فرنسا عن استقباله مخلوعًا على اعتبار إن قصر الاليزيه « مو قد المقام « و لم نتكلم بعد عن صفقات السلاح المشبوهة طيلة العقود السابقة لجيوش أثبتت التجارب أن آخر همها استرجاع القدس ..وغيرها الكثير الكثير من الملفات المغلقة . لقد قالتها مادلين أولبرايت يوماً : - (لنعترف بصراحة إن مصلحتنا تكمن في التفاوض مع أشخاص و ليس مع شعوب.)..و اعتقد أنها المرة الوحيدة و الأخيرة التي تكلمت معنا فيها وزيرة الخارجية الأمريكية بصدق... فلنصدق نحن مع أنفسنا و نعترف أن المؤامرات كانت (قبل هذه الثورة ) و يخطط لها منطقياً أن تحاك ....... (بعد هذه الثورة) فهناك دائما لهم اجندة يجب ان تطبق على هذه المنطقة شئنا ام ابينا .. أما الآن ...فالعالم كله مصعوق و غير مصدق ما يراه من حراك غير متوقع لبيادق رقعة الشطرنج العربية.....و ريثما يستيقظ هؤلاء من دهشتهم دعونا نمضِ الوقت في الحديث عن أي شئ إلا الحديث عن أن هناك مؤامرات قد تفيد الشعوب . ختاماً..... لعل أطرف ما سمعت فيما يخص نظرية المؤامرة ما أورده أحد محللي الثورة الحديثة (خصوصاً أنهم كثر هذه الأيام ) ...حين قال: إن أمريكا والغرب يريدون تقسيم المنطقة العربية. و نترك للقارئ أن يرد بنفسه على هذا المنطق مستعينًا بالحكمة اليابانية التي تقول ... ليس من المصلحة والذكاء أن تركل قطاً نائماً!! موعدنا كل جمعه واثنين ..ودمتم [email protected]