نقل معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمشاركين والمشاركات في فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب وأمنياته لهم بالنجاح والتوفيق في اجتماعهم الحالي بمعرض الرياض الدولي للكتاب وكذلك تحيات وأمنيات سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز. وكان الدكتور خوجة قد افتتح عصر أمس نيابةً عن المليك معرض الرياض الدولي للكتاب بحضور مجموعة كبيرة من المسؤولين والشخصيات والمثقفين والمثقفات السعوديين والعرب والإعلاميين، وألقى كلمة بهذه المناسبة، قال فيها: “أود أن أعبّر في مفتتح كلمتي هذه عن أجل الشكر وأعظمه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على هذه الرعاية لمعرض الرياض الدولي للكتاب، امتدادًا لرعايته للعلوم والثقافة والآداب، ومنها أمره الكريم بدعم الأندية الأدبية بمبلغ عشرة ملايين ريال لكل نادٍ، كما أتشرّف بأن انقل إلى مقامه تهاني المثقفين والمثقفات في بلادنا له بهذه العودة الميمونة وقد أنعم الله عليه الله تبارك وتعالى بالصحة والشفاء وأتشرّف بأن أنقل إليكم تحياته وتمنياته لمعرضكم هذا بالتوفيق والنجاح، كما أتشرّف بأن أنقل إليكم تحيات صاحب السمو الملكي سلطان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -حفظهما الله- وأمنياتهما للمعرض والمنتدين بالتوفيق والنجاح”. وأضاف خوجة: “كأنه الأمس، حين التقينا العام الماضي لافتتاح معرض الرياض، ثم حين انقضى الأمس إذا بنا نشتاق لهذا المكان، إننا نصنع بالكتاب حياتنا، ونلقي عليه بآمالنا وآلامنا، وحين نفكر فثمة كتاب في البال يرشد، وكتاب يوجه، وحين نقع على كتاب جديد، فلحن جديد يغشى حياتنا ويقلبها رأسًا على عقب، وحق للمعرفة والثقافة أن تكون كذلك، فبالكتاب يتغيّر وجه العالم وتتبدل الحياة، فهنيئًا لكم صحبة الكتاب، وأياما وليالي سعيدة أرجوها لكم بأروقة وردهات معرض الرياض الذي غدا عكاظًا جديدة في هذا المعرض”. وزاد: “إنني في غاية الأمل والتفاؤل لمستقبل الثقافة في بلادنا، وأنا جد مستبشر بحالة القراءة بين أبنائنا وبناتنا من الشباب والشابات، ونمو الوعي بينهم فهم يقرؤون كما لم نقرأ، ويفكرون كما لم نفكر.. نعم قد لايقرأون ما نقرأ، ولا يفكرون كما نفكر ولكنهم يقرؤون ويفكرون، ويتخذون من الوسائط الحديثة ما يؤسّس في أذهانهم وعيًا جديدًا، في صفحات افتراضية يقدمها لهم عالم الحداثة الجديدة في الاتصال والمعلومات، إنهم أكثر اتصالًا منا بالحياة بإيقاعها وتحولاتها ونقول لهم بارك الله فيكم.. إن لكل منا حكاية مع الكتب والمؤلفين وتتنوع أسباب إقبالنا نحو الكتب ففي الكتاب نعيد تشكيل أنفسنا ونتعلّم القدرة على التفكير والموضوعية وبالكتاب يتشكّل وعينا وينمو رويدًا رويدًا وبالكتاب لا مساحة تضيق على أحد ولا مكان ينبو بقاصديه فالكتاب أوسع من أفكارنا وأرحب مدى من خيالنا.. وإن إطلالة يسيرة على الخريطة الإسلامية تكشف لنا حركة الثقافة العربية الإسلامية في العالم القديم والحديث وهيأ ذلك (موقعًا) فريدًا تتجلى عبقريته فيما نحن بسبيله من أمر الثقافة والكتاب في انفتاح الثقافة العربية والإسلامية على الشعوب والثقافات وساهم ذلك في تعدد مراكز الثقافة العربية الإسلامية من الأندلس شمالًا وحتى الهند.. وفي سياق التذكير بذلك الأصل المتين في ثقافتنا أرحب باسم المثقفين والمثقفات في المملكة بضيف شرف هذا الموسم من معرض الرياض جمهورية الهند وهي فرصة عظيمة للاطلاع على إسهام الثقافة الهندية في تاريخها الثقافي العريق.. لقد عاشت الثقافة العربية والثقافة الهندية في مهاد جغرافي وثقافي مشترك واتصلت الثقافتان والشعبان العربي والهندي منذ أزمنة موغلة في القدم وتناهت إلينا من الماضي الثقافي المشترك أصداء (كليلة ودمنة) و(ألف ليلة و ليلة) وإبداع علمائنا في الحكمة والرياضيات وقعقعة السيوف الهندية وحكايات البحارة في رحلة جغرافيا العربية وأغنيات الصيد في سواحل بلادنا”. واختتم الوزير كلمته قائلًا: “إن حبنا للكتاب يبعثنا على أن نقول شكرًا لمن حبّب إلينا الكتاب والثقافة ووزارة الثقافة والإعلام نقول لكل من أسعدنا بكتاب ألفه ونشره: شكرًا لكم أيها المبدعون.. وامتدادًا لمنهج تكريم المبدعين تكرّم الوزارة أربعة من كبار مثقفينا الذين انتقلوا إلى رحاب الله وندعو أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يجزيهم خير الجزاء وهم: الأديب الدكتور غازي القصيبي والأديب الدكتور محمد عبده يماني والأديب الأستاذ عبدالله الجفري والأديب الأستاذ أحمد المبارك.. كما نقول شكرًا لرواد الناشرين في بلادنا ممن كابدوا الصعاب والمشاق من أجل نشر الكتاب.. أرجو أن تجدوا في معرض الرياض ما يدعونا جميعًا إلى ثقافة إنسانية بانية وأن يكون المعرض مناسبة طيبة للحوار والمثاقفة”. كما ألقى وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الدكتور عبدالله الجاسر كلمة أكد فيها ما أثبته معرض الرياض الدولي للكتاب من حضور فاعل ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العربي، ومحط أنظار المثقفين في الداخل والخارج. وقال: “لقد دعم المعرض مسيرة التأليف والنشر في المملكة ورصد تطورها بكافة أنواعها ولعل من أبرزها الرواية السعودية”، ونوه بأن الثقافة ليست ترفًا، مؤكدًا أنها محرك للمجتمعات، ومؤشر نحو التغيير وحدث يحمل علامة حضارية، مشيرًا إلى أن معرض الرياض الدولي للكتاب ليس متجرا لبيع الكتب بل تلاقح ثقافي بين المثقفين في المنطقة. بعد ذلك قُدم عرضًا مرئيًا يتحدث عن الثقافة الهندية، ثم ألقى سفير الهند لدى المملكة تلميذ أحمد كلمة أكد خلالها أهمية معرض الرياض الدولي للكتاب، وبيّن أن هناك وعي فكري في العالم العربي، حيث إن هذا العصر يعتبر عصر النهضة الفكرية. وأبدى السفير الهندي سعادة بلاده بالمشاركة كضيف شرف في هذا المعرض. بعد ذلك ألقت الشاعرة شقراء مدخلي قصيدة شعرية نالت استحسان الحضور. وفي ختام الحفل قام معالي وزير الثقافة والإعلام بتكريم العديد من الرواد السعوديين الذين لعبوا دورا فاعلًا في الساحة الأدبية والثقافية والفكرية في العام الحالي. كما شمل التكريم بعض الرواد الذين وافتهم المنية مؤخرًا وتركوا بصمة قوية على المشهد الثقافي المحلي والعربي تمثل في إسهاماتهم الثقافية المتنوعة وتسلمها عنهم أبناؤهم وأحفادهم وهم الشيخ أحمد بن علي المبارك والأستاذ عبدالله بن عبدالرحمن الجفري والدكتور غازي القصيبي والدكتور محمد عبده يماني، كما تم تكريم عدد من دور النشر السعودية وهم: الدار السعودية للنشر ومكتبة المعارف ومكتبة الثقافة ودار اليمامة ودار المريخ ودار العلوم. الجدير بالذكر أن فعاليات المعرض الثقافية سوف تنطلق اليوم وتستمر عشرة أيام. حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان مساعد وزير الثقافة والإعلام وكبار المسؤولين بالوزارة والمهتمين بالشأن الثقافي.