بقدر ما كان تاريخ يوم 16 فبراير 2011 يعني الانطلاقة، جاء يوم 28 فبراير (أمس الأول) ليكون الختام، وكعادته السنوية ودون خطابات تُذكر، حتى للمخرجين السينمائيين السعوديين أنفسهم والمشاركين بأفلامهم، سوى مع بعض المنسقين الذين يغيب تواصلهم مع وسائل الإعلام بشكل ملحوظ، وفي ظل ضعف الحضور الإعلامي السعودي عن فعاليات النادي، احتفل نادي قناصل 13 دولة آسيوية بجدة بانطلاقة فعاليات مهرجان الأفلام الآسيوية الرابع. ووفق ما أُشير إليه ب “مهرجان الأفلام الآسيوية الرابع” بجدة، وبمشاركة ما يزيد على 30 فيلمًا روائيًا طويلًا، وتسجيليًا قصيرًا، ووثائقيًا، ممثلةً في دول: السعودية (البلد المستضيف)، إلى مشاركة قناصل النادي ال 13 ممثلين في دول: الهند، واليابان، وماليزيا، وسيريلانكا، وإندونيسيا، وبنغلاديش، وباكستان، والفلبين، والصين، وتايلاند، وسنغافورة، وكوريا وبروناي. مشاركات ضعيفة هذا العام وقد جاءت المشاركات هذه السنة ضعيفة مقارنةً بالمشاركات التي سبقتها في الدورات الثلاثة السابقة. كما يشار إلى أن الحضور السينمائي السعودي كان أيضًا دون المستوى المأمول له في المهرجان الرابع للأفلام الآسيوية لهذا العام، وذلك مقارنةً -كمثال- بتواجده السينمائي المكثف في المهرجان ذاته (في دورته الثالثة العام الماضي). إذ سبق وأن شاركت الأفلام السينمائية السعودية في نسخة المهرجان الثالثة ب 6 أفلام، وهي: فيلم “الحصن” للمخرج فيصل العتيبي، وفيلم “الصمت” لمخرج توفيق الزايدي، وفيلم “أصيل” للمخرج فيصل الحربي، وفيلم “مجرد كلمة” للمخرج سمير عارف، وفيلم “مطر” للمخرج عبدالله العياف والفيلم الكارتوني السعودي الوحيد “مغامرات نمول” للمخرج محمد العبيد. المحيسن يرفض عرض فيلمه فيما جاءت مشاركة السعودية في فعاليات مهرجان هذا العام، ب 3 أفلام، تمثّلت في: فيلم “مهمة في وسط المدينة” للمخرج محمد هلال، وفيلم “عايش” للمخرج عبدالله العياف، وفيلم “جدة ملتقى الحضارات والثقافات” للمخرج ممدوح سالم. فيما رفض المخرج السينمائي عبدالله المحيسن عرض فيلمه “ظلال الصمت” رغم أنه تم إدراجه في قائمة الأفلام السعودية المشاركة في المهرجان لهذا العام. أيام لكل الدول ما عدا السعودية القارئ للشأن السينمائي عن قرب سيلاحظ أنه في نسخة المهرجان السابقة العام الماضي سبق وأن تم عرض الأفلام السعودية في 23 فبراير 2010 مع دولة سيريلانكا في نفس اليوم، وهو ما تكرّر أيضًا هذا العام، مع فارق التاريخ مع دولة باكستان، إذ تم عرض الأفلام السعودية في اليوم الذي خُصص لدولة باكستان والذي وافق تاريخ 20 فبراير 2011، وكانت مشاركة السعودية تأتي رديفة مع دولة آسيوية، أي أنها لم تأتِ منفردة بيوم كما هو الحال في دول القناصل ال 13 المشاركين بأفلامهم، إذ يُخصّص يوم لكل دولة لعرض أفلامها ما عدا السعودية برغم كونها البلد المستضيف! “الأربعاء” يوجه التساؤلات “الأربعاء” وجّه تساؤلاته للكثير من الحضور والمهتمين بالشأن السينمائي، والمخرجين السينمائيين أنفسهم، عن مستوى المهرجان، وعن تنظيمه، وعن انطباعاتهم، وعما عُرض هذه السنة من أفلام، إلى غير ذلك من تساؤلات فكانت الانطباعات والتصورات التالية. ما يحدث ليس لائقًا استهل المخرج السينمائي عبدالله المحيسن الحديث، لافتًا إلى أنه سبق وأن أبلغ ممدوح سالم وهو أحد منسقي المهرجان باعتذاره إضافة إلى خالد ربيع، مشيرًا إلى أنه لديه أسباب كانت هي المسوّغ وراء عدم رغبته في عرض فيلمه “ظل الصمت” في المهرجان. وقال المحيسن: “كان احتجاجي على المكان والطريقة التي يقام فيها المهرجان من دول آسيا، وسبق وأن أرسلت لممدوح سالم وخالد ربيع السيد خطابًا أوضحت فيه موقفي من المهرجان، كما أن أسلوب العرض لا يليق بشبابنا السعودي، وليس تكريمًا للعمل الفكري السعودي، حتى أنني تفاجأت بالخبر الذي قرأته في إحدى الصحف والذي كان يشير إلى أنه سيتم عرض فيلمي في نادي القناصل دون علم أو اذن مسبق مني، كما أنني أردت من منسق المهرجان ممدوح سالم أن يُوصل كلامي للمسؤولين عن المهرجان، لأنني محتج على طريقة المهرجان ومكانه والأسلوب الذي يقام فيه، والذي لا يقدّر علاقة وقيمة المملكة بهذه الدول، وأنا أبدي استفساري عما إذا كان لمثل هذه الدول مركز ثقافي خاص أم لا؟”. ويضيف المحيسن: “أليس من الأولى لهذه الدول وعددها ما يقارب ال 13 دولة أن يكون لها مركز خاص بها يتم فيه عرض أفلامنا إلى أفلامهم؟ فهذه الدول باقتصادياتها وبعلاقاتها تتنقل بالسعوديين من بيت سفير إلى بيت سفير آخر.. أليس هذا مخجلًا؟ ولماذا يبنون في الإمارات ولا يبنون في السعودية؟ وأنا ليس همي أن يُشاهد فيلمي، المهم عندي هو قيمة بلدي وفكرها، ففي رأيي أنه ليس شيئًا لائقًا أن يأتي عدد قليل من الناس ليشاهدوا فيلمي في بيت سفير، وأنا أرى أنه لا بد لمثل هذه الدول العريقة كالصين واليابان وكوريا أن يكون لديها مراكز ثقافية أو على الأقل تستأجر مكانًا يليق بها كدول”. تنظيم متواضع للمهرجان من جانبه، يشير الممثل خالد الحربي إلى أن تنظيم المهرجان الذي شاهده ليلة عرض الأفلام السعودية كان متواضعًا، لافتًا إلى أن المهرجان كان على مستوى الإمكانات، وأنه بمجرد أن يكون هناك مثل هذا النشاط فهو في حد ذاته يعد إنجازًا في ظل “الخنق” الذي تشهده السينما في السعودية، ومشيرًا في ثنايا حديثه بالقول إلى أنه لم يشاهد سوى فيلم “عايش” فقط. وقال الحربي: “لم أعلم ما السبب الذي استدعى المخرج عبدالله المحيسن إلى عدم عرض فيلمه (ظلال الصمت) وكم كنت سعيدًا بأنني كنت سأرى فيلم المحيسن، إلا أن فرحتي لم تكتمل، وهو ما فاجأ به ممدوح سالم الحضور عندما خرج إلى منصة العرض ليعلن الاعتذار عن عرض فيلم المخرج عبدالله المحيسن، وأنا أتمنى أن يكون للمحيسن أسباب منطقية منعته من عرض فيلمه”. ويضيف الحربي: “أما فيلم ((عايش)) ففيه فكرة رائعة وعميقة، ولنتجاوز عن بعض التفاصيل في السيناريو والإخراج، خصوصًا إذا علمنا أن الأخ عبدالله العياف من الهواة وهو في بداية طريقه، أما الفنان إبراهيم الحساوي الممثل في الفيلم فشهادتي فيه مجروحة فهو زميل وصديق قبل ذلك وفنان أعرف أنه يملك من الإمكانات الشيء الكثير وهذا الشيء لا يُستغرب عليه وخصوصًا عندما أدّى هذا الدور بهذا العمق واستطاع تجسيده بشكل جميل جدًا”. وتساءل الحربي عن السبب الذي استدعى أغلب المخرجين السينمائيين السعوديين، وخصوصًا أصحاب الأفلام المعروضة في المهرجان، عن عدم الحضور، وهل يا ترى المشكلة تكمن في عدم تمكّنهم من الحضور لأسباب أجهلها، أم أنه لم تُوجّه لهم دعوات، حتى إنني استغربت من عدم حضور المخرجين الفنانين المحيسن والعياف والحساوي عن حضور أفلامهم. الوضع لا يليق بأفلام سعودية إلى ذلك أوضح خالد ربيع السيد بالقول: “هذا المهرجان لا تنطبق عليه شروط المهرجانات المعروفة في كل أنحاء العالم، فهو لا يعدو كونه برنامجًا ترفيهيًا أسّسه قناصل دول ال Asian، الممثلة في 13 دولة، اتفقوا على أن يؤسّسوا برنامجًا ترفيهيًا لأسر وموظفي القنصليات، وقاموا بالاتصال بممدوح سالم، مشيرين إلى رغبتهم في مشاركة الأفلام السعودية في هذا المهرجان، وقد هاتفني آنذاك ممدوح سالم لنلتقي بهم في مقر العرض بالقنصلية الأندونيسية بجدة، إذ كان أول مهرجان له أقيم عام 2008، وحقيقة الأمر أن المكان كان إلى حدٍ ما جيدًا، إذ كان الملتقى في منزل القنصل الأندونيسي، وكانت القاعة إلى حدٍ ما معقولة ولكنها ليست بالشكل الجيد الذي نأمل، حتى انني في أحد المقاطع على موقع التواصل الاجتماعي ((اليوتيوب)) سبق وأن سُئلت عن المكان وقلت إن الصالة غير مهيأة وغير صالحة للعرض السينمائي حتى العام الماضي وبدأ نادي القناصل يتلخبط بحيث تنقلت الأفلام بين قنصليات: اليابان وسيريلانكا وبروناي، وطبعًا كل هذه الأماكن غير مهيأة لعرض سينمائي، وابتعدت عنهم السنة الماضية لأن مثل هذا البرنامج هو برنامج ترفيهي لأسرهم ودخول الأفلام السينمائية السعودية فيه هو مجاملة لا أكثر، وهذه السنة حضرت حفل افتتاح المهرجان والذي أقيم في قنصلية بروناي، والذي شاهدته ليست قنصلية، إنما هو بيت القنصل، في فناء الفيلا.. والفناء عبارة عن حوش وإضاءات الشارع العام كانت تدخل إليه، بحيث كانت مشاهدة الأفلام في ظل وجود مثل هذه الإضاءات مزعجًا، إضافة إلى أصوات السيارات وإزعاجها، كما أن الكراسي ((بلاستيك)) وغير مريحة في مكان لا يليق بدولة تعد من أغنى دول العالم، وهذا ما جعلني أعود بالذاكرة إلى أيام زمان عندما كنا نحضر السينما في أحواش الطائف وكانت أفضل من ما شاهدناه في قنصلية بروناي هذه السنة!”. ويضيف ربيع: “عندما اتصل بي الأستاذ عبدالله المحيسن وسألني عن المهرجان وقلت له ان الوضع لا يليق بأفلام سعودية، فما كان منه إلا أن طلب إيقاف عرض الفيلم، وأشار لي المحيسن الى أنه يريد أن يوصل رسالة لنادي القناصل، فما كان منه إلا أن أرسل خطابًا لي ولممدوح مفاده أنه غير راض عن عرض فيلمه في هذا المكان الذي لا يليق بمكانة السعودية ولا بثقافتها ولا حتى بمكانة مثل هذه الدول”. جئت لمشاهدة فيلمين ولكن رغم غياب الكثير من الأسماء الفنية المعروفة -بحسب ما أشار إليه المخرج السينمائي فيصل الحربي- والذي لفت إلى أن الحضور الفني لم يكن على المستوى المأمول، إضافة إلى حضور متواضع جدًا من الجمهور السعودي، إضافة إلى تواضع حضور وسائل الإعلام، إلا أنه لم يؤكد في ثنايا حديثه معرفته بأي شخص حضر من هؤلاء الأسماء الشابة. وقال الحربي: “سبب حضوري للمهرجان هذا العام هو حرصي على مشاهدة فيلمي ((ظلال الصمت)) و((عايش)) ولكن تفاجأت بحجب عرض فيلم ((ظلال الصمت)) وهو ما أثار دهشتي رغم وروده مجدولًا على برامج النادي السينمائي الآسيوي”. سيخدم السينما السعودية المخرج السينمائي محمد هلال، مخرج فيلم “مهمة في وسط المدينة” والذي عُرض في المهرجان، قال: “هذا العام كان هو الحضور الأول لي في هذا المهرجان رغم أن فيلمي كان قد أنُتج قبل ما يقارب ال 3 سنوات حتى وإن كان جهدنا متواضعًا إذ لم ننفّذ الفيلم بكاميرات احترافية، إلا أنه وبرغم كل هذا استطاع أن يحصد أكثر من جائزة، ولعل منها أننا استطعنا أن نحصل على جائزة أفضل تصوير في مهرجان جدة السينمائي الثالث، إضافة إلى جائزة أفضل مونتاج في مهرجان أبو ظبي السينمائي، وإضافة إلى أنه اُعتبر من أفضل الأفلام، إذ سبق وأن حاز على جائزة كأفضل فيلم جماهيري في مهرجان ساقية الصاوي بمصر، وكل هذه تمت بين عامي 2008 و2009، ثم توقف الفيلم إلى أن تم عرضه في المهرجان السينمائي الآسيوي الرابع، ولعلي أفسر سبب ضعف مهرجان الأفلام الآسيوية الرابع هذا العام إلى انعدام المهرجانات محليًا بعد أن توقف مهرجان جدة السينمائي”. ويضيف هلال: “وبرغم أنها المرة الأولى لي في الحضور وبرغم تواضع الإمكانات والحضور، إلا أنني اعتبر هذا المهرجان أمرًا جيدًا سيخدم السينما السعودية، حتى وإن كان الحضور السعودي متواضعًا، كان الحضور الفني من وجوه فنية معروفة متواضعًا جدًا أيضًا، وأنا أبدي استغرابي من عدم حضور المخرجين أصحاب الأفلام أنفسهم ليعرّفوا الجمهور بأفلامهم، ولكي يستطيعوا خلق أجواء من التشجيع والتواصل فيما بينهم وبين الجمهور وبالتالي استمرار ولادة للمخرجين السينمائيين للمبتدئين منهم، وأيضًا أنوه بأن الحضور الإعلامي لم يكن بذلك الحضور الكبير، ولا أدري ما المسوغ في ذلك الضعف، ولكن عندما نلاحظ بعض المهرجانات التي عُرضت مسبقًا في أبرق الرغامة ومنها عرض فيلم “مناحي” نلاحظ حجم الحضور الإعلامي والثقافي والفني، وهو ما لم أشاهده في مهرجان الأفلام الآسيوية الرابع، ولست أدري هل كان المنسق ممدوح سالم قد قام بدعوة أناس معينين دون غيرهم، فالحضور كان ببطاقات دعوة أو باتصالات معينة، حتى انني توقعت قبل أن آتي إلى المهرجان أن يكون العدد أكبر بكثير مما تخيلت، ولكن ما شاهدته كان مختلفًا ومغايرًا لما تخيلته عن هذا المهرجان وكم كنت أتمنى لو كان هنالك داعمون إعلاميون وفنيون بشكل قوي للمهرجان. مجموعة متنوعة من الأفلام شهد “مهرجان الأفلام الآسيوية الرابع” بجدة لهذا العام، عرض العديد من الأفلام السينمائية، للدول الآسيوية المشاركة، فالفلبين شاركت بفيلم واحد، وأندونيسيا شاركت بفيلمين، وماليزيا شاركت بثلاثة أفلام، وتايلند بفيلمين، واليابان بفيلمين، وسنغافورة بثلاثة أفلام، وبروناي بفيلم واحد، وبنغلاديش بفيلمين، وكوريا بفيلمين، وباكستان بثلاثة أفلام، والصين بفيلمين، وسيرلانكا بفيلمين وأخيرًا السعودية بثلاثة أفلام. وتناولت هذه الأفلام التي عُرضت خلال أيام المهرجان، العديد من القضايا، والموضوعات الإنسانية، والسياحية، والتعريفية التي تبرز النواحي الحضارية والثقافية لدى شعوب الدول المشاركة، حيث يهدف المهرجان إلى التعريف بالثقافة الآسيوية وتبادل المعرفة والاطلاع على ثقافة الشعوب من خلال أفلام تعكس واقع المجتمع الآسيوي.