شارك الاف الاشخاص أمس في مراسم تشييع رئيس الوزراء التركي الاسبق نجم الدين اربكان بإسطنبول والذي توفي الاحد عن 84 عاما بعد مسيرة سياسية حافلة لاكثر من اربعين عاما. وكان اربكان مؤسس الحركة الاسلامية في تركيا، لعب دور المرشد لعدد من المسؤولين الاتراك من بينهم الرئيس عبدالله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان وقد شاركا في التشييع. ولم يشارك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في مراسم التشييع كما كان متوقعا، بالرغم من تأكيد مصدر مقرب من اسرة اربكان أول من أمس لذلك. وتولى اربكان رئاسة حكومة ائتلافية عام 1996 لكنه اضطر الى الاستقالة بعد عام تحت ضغط الجيش، حامي علمانية الدولة، بسبب محاولة حزبه تطبيق الشريعة الاسلامية في الحياة اليومية وبسبب علاقاته الوثيقة مع ايران وليبيا. وكان اربكان يمثل الحركة الاسلامية القديمة في تركيا التي انفصل اردوغان عنها في العام 2001 ليؤسس حزبه الخاص على اسس جمهورية واكثر تقدما مما اتاح له الوصول الى الحكم في العام التالي. وتولى اربكان الذي ولد عام 1926 في سينوب على البحر الاسود رئاسة حزب اسلامي صغير هو حزب السعادة الذي لا يحظى بتمثيل في البرلمان حتى وفاته، وعرف بتوجهاته الاسلامية منذ أن كان طالبا في الجامعة، وفي عام 1948 تخرج من كلية الهندسة الميكانيكية وبدأ مسيرته الاكاديمية في العام نفسه قبل ان يمضي عاما في كلية الهندسة بجامعة آخن (المانيا)، وسيذكر له التاريخ خطابه السياسي الذي ينبذ العنف ولكنه معاد لاسرائيل و أوروبا بشكل واضح، بالاضافة الى حلمه بأمة اسلامية تسيطر على العالم. كما سيظل اربكان السياسي الاكثر تعرضا للادانة لنشاطاته المعادية للعلمانية فقد حظرت ثلاثة من احزابه الاسلامية بالاضافة الى منعه من ممارسة نشاطات سياسية لسنوات عدة.