جدة صرخت ولبّى لها أبناؤها النداء، تألّمت فضمدوا جروحها بلمسات حانية، فما حصل لها جعل أصحاب القلوب الطيبة والأيادي البيضاء من فتيات وشباب صغار وكبار يتعاونون لتلبية احتياجات من تضرر من السيول وآثارها. ومن هنا انطلقت رؤية حملة “من أجلك جدة” التي تؤمّن الحقائب المدرسية المتكاملة لثلاثة آلاف وخمسمائة طالب وطالبة، بالتعاون مع جهات عدة هي: النادي العلمي السعودي كجهة تنفيذية، الجمعية الخيرية النسائية الأولى بجدة، الجمعية الفيصلية، ومجموعة الفرق التطوعية. عن فكرة هذه الحملة قالت خلود طاشكندي رئيسة المشروع: كانت البداية في مكةالمكرمة باجتماع الفرق التطوعية لمدة عشرة أيام، وإرسال المعونات إلى المتضررين بجدة بالتعاون مع الجمعيات الخيرية المعتمدة ومساعدتهم لنا في عملية جمع البيانات والمعلومات الخاصة بالمتضررين، بالإضافة إلى قيامنا بالمسح الميداني الخاص بالفريق، ومعرفة أماكن الضرر، وكان هناك توثيق بالصوت والصورة، ومقابلات، وبذلك تم معرفة ما يحتاجونه وتقدير كمية الاحتياج. وقدرت عدد المتطوعين بحوالى خمسين شخصًا، فيما بلغ عدد المشاركين بالمسح الميداني سبعة أفراد من الجنسين في تخصصات مختلفة من طب وخدمة اجتماعية واقتصاد وإدارة. وأضافت: بلغت الميزانية حوالى ستين ألف ريال، وتم تقسيم المشروع إلى عدة لجان مختلفة كل لجنة متخصصة ومكلفة بأعمال معينة، وتمت آلية التنفيذ من خلال التجهيزات المطلوبة كتخصيص المكان، تجهيز السيارات، وإرسال الكميات الجاهزة للجمعيات حتى يتم توزيعها عن طريق العضوات على يومين متتالين، وبذلك يتم توحيد الطلبات لكل مرحلة دراسية معينة والاهتمام بالفتيات خصوصًا في المرحلة الثانوية حيث أشارت نتائج المسح الميداني إلى تدبر الطلاب لأمورهم على خلاف الطالبات. وعبرت خلود عن شكرها للمدارس والجمعيات الخيرية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم على تعاونهم جميعًا كأفراد ومؤسسات على عمل الخير والسعي فيه من أجل التخفيف على أهالي الطلاب والطالبات. وعند سؤالها عن ماحصل في الأعمال التطوعية من تطوير، قالت: ما رأيته خلال العشر سنوات التي شاركت خلالها في هذه الأعمال، هو توسع مشاركة الفتيات، وإفساح المجال لهنّ للقيام بالأعمال التطوعية، وتشجيعهنّ عليها.