أحسست وأنا أشاهد مباراة آرسنال وبرشلونة الأخيرة ، أنني بحاجة إلى عين ثالثة لأشاهد كل ما يجري على أرض الملعب . المباراة كانت مثالية ، فالكرة لم تكد تتوقف إلا في فترات نادرة ، ووتيرة اللعب استمرت بنفس السرعة منذ انطلاق صافرة البداية وحتى انطلاق صافرة النهاية ، حتى اللعب داخل منطقة المناورة كان قليلا جدا بالنسبة للوقت الإجمالي للمباراة وقياسا على باقي المباريات التي تحمل كل هذا القدر من الأهمية . وعلى صعيد التحديات البدنية قاتل اللاعبون من الفريقين ومارسوا أشد أنواع العنف المشروع . أما أهم ما في المباراة فهو قدرة فريق آرسنال على تحجيم برشلونة وإجباره في كثير من أوقات المباراة على العودة إلى مناطقه الخلفية . وهي المرة الأولى التي أرى فيها برشلونة وهو يواجه ضغطا هجوميا بهذه النوعية وهذه الكثافة . لقد نجح آرسن فينجر في إعداد لاعبيه نفسيا لهذه المباراة ، واختار التكتيك المناسب للعب مع برشلونة ، فلم يبالغ في الارتداد إلى الدفاع ولم ينتظر المنافس في المناطق الخلفية كما فعل مورينيو في مباراة ريال مدريد الشهيرة ضد برشلونة التي انتهت بفوز الأخير بخمسة أهداف نظيفة . فينجر عرف أن الشجاعة هي الأسلوب الأمثل لمواجهة فريق كبرشلونة ، و فينجر اختار بناء على هذه القناعة أن يلعب بأسلوب هجومي فاجأ المنافس وحقق المراد في نهاية المطاف . الشيء الوحيد الذي يمكن أن نأخذه على فينجر هو اعتماده على مصيدة التسلل التي كسرها لاعبو برشلونة في الشوط الأول عدة مرات ، وتمكنوا من تسجيل هدفهم الوحيد بسببها . وفي رأيي أن مصيدة التسلل هي آخر تكتيك دفاعي يمكن أن ينجح مع فريق يلعب كرة حديثة ، فما بالك مع برشلونة الذي يتميز بسرعة لاعبيه وسرعة إيقاعه وقدرتهم على اللعب في المسافات الضيقة وإجادتهم اللعب من اللمسة الواحدة وتميز مهاجميهم في ألعاب ( هات وخذ ) أو ( واحد إثنين ) . المباراة أثبتت أيضا أن انعدام وجود الحد الأدنى من المنافسة في الدوري الإسباني ، اثر كثيرا على برشلونة . برشلونة لم يبد مستعدا أبدا أثناء مجابهة آرسنال لمواجهة فريق يستطيع أن يلعب معه كند قوي . إنه اختبار لم يخضع له في دوري بلاده مطلقا ، ولذلك فقد فوجئ الفريق بأسلوب آرسنال وسقط في أول امتحان حقيقي له طوال الموسم . آرسنال بدد المقولة الشائعة : برشلونة فريق لا يقهر .