من جهة اخرى وجّه رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني ونواب الاغلبية المحافظة أمس انتقادات عنيفة لقادة المعارضة غداة تظاهرات خلفت، بحسب الشرطة، قتيلا وتسعة جرحى، فيما اعلن قائد الشرطة احمد رضا رادان في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الايرانية “فارس” ان القتلى والجرحى سقطوا برصاص اطلقته حركة مجاهدي خلق. وهتف بعض النواب "الموت لأمريكا" و"الموت لاسرائيل" و ايضا "الموت لموسوي ولكروبي وخاتمي" الرئيس الاصلاحي السابق، فيما طالب عدد من النواب بإصدار حكم الإعدام بحق قادة المعارضة في البلاد. وقال لاريجاني في اشارة الى الدعوة الى التظاهر "ان هؤلاء السادة (موسوي وكروبي) اللذين نشرا هذه الدعوة سقطا في فخ الولاياتالمتحدة، ان البرلمان يدين هذا التحرك الامريكي الصهيوني المضاد للثورة واللاوطني لمثيري الفتن هؤلاء". واضاف: "ألم يكن عليهما ان يتوبا بعد ان شاهدا ان الولاياتالمتحدة والنظام الصهيوني والمنافقين (عبارة لوصف مجاهدي خلق) يؤيدون تحركهم؟"، مضيفا ان "البرلمان سيشكل لجنة لدراسة هذا التحرك المضاد للثورة ولمعرفة كيفية التصدي له". وموسوي وكروبي يخضعان بحكم الامر الواقع الى الاقامة الجبرية منذ ايام كما تم قطع الاتصالات الهاتفية عنهما. وكان آلاف الاشخاص حاولوا بعد ظهر امس الاول التظاهر في وسط طهران استجابة لنداء قائدي المعارضة رئيس الوزراء الاسبق مير حسين موسوي ورئيس البرلمان الاسبق مهدي كروبي. واندلعت الاشتباكات في ساحة ازادي (الحرية) وسط طهران عندما بدأ حشد من انصار المعارضة بالهتاف «الموت للديكتاتور» وهو الشعار الذي اطلقه متظاهرون ضد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عقب اعادة انتخابه في 2009. وتعد هذه المظاهرات الأولي التي تنظمها المعارضة منذ ديسمبر 2009 ، حين عمت المظاهرات ايران بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2009 واتهمت المعارضة نجاد بتزوير الانتخابات لضمان فوزه بولاية أخرى. و قتل العشرات خلال تلك المظاهرات، و اعتقل عدد كبير من المسؤولين الإصلاحيين والصحفيين و الطلاب والنشطاء. من جانب آخر، صرح رئيس البرلمان الاوروبي امس ان اول تظاهرة مناهضة للحكومة في ايران نظمتها المعارضة الاصلاحية تظهر ان الشعب لديه التعطش نفسه للديموقراطية كما في مصر وتونس. وقال البولندي جيرزي بوزيك في بيان ان «الشعب الايراني يريد الحرية نفسها التي حارب من اجلها المواطنون في تونس ومصر».