استكمالاً لما ذكرته في مقالي السابق أورد بعض الحلول المقترحة للتخفيف من معاناة جدة فيما يلي : 1) إننا في حاجة إلى ثقافة أو فنّ crisis Management (ثقافة إدارة الأزمات) ، ولابد من وجود هذا الفريق للتعامل مع الكوارث والطوارئ وتزويده بالإمكانات والصلاحيّات التي تمكّنه من سرعة الاستجابة والتعامل مع الأزمة ويشترك فيه مندوبون من كافة الجهات..فقد فضحت كارثة المطر غياب ذلك التنسيق وأستطيع القول بلغة الإدارة كان هناك فراغ استراتيجيّ..فالكل يجتهد..ممّا اضطرّ المواطنين إلى النزول للشوارع ومساعدة وإنقاذ الناس..فهل يعقل أن يكون ذلك هو أداؤنا خلال الكوارث؟!! ومن شروط نجاح هذا الفريق : • العناية باختيار أعضائه من الجهات المختلفة والتركيز على الكيف وليس الكم ،إذ ربما تكون الحاجة ضرورية إلى اختيار عضو من خارج الجهة المعنيّة المشاركة إذا توفّرت فيه الكفاءة. • توفّر الخبرة والثقة والتفكير السريع في البدائل. • إخضاع الأعضاء للتدريب المكثّف وتوفير الموقع ووسائل الاتصال السريعة والمناسبة لهم. • العناية باختيار رئيس للفريق يملك الخبرة والثقة ويمنح من الصلاحيّات التي تمكّن فريقه من النجاح وتحقيق أهدافه ويكون على صلة بأصحاب القرار. 2) توفير دورات تدريبيّة في إدارة الأزمات والتعامل معها في كل الجهات الحكوميّة إذ أن هذه المسؤوليّة لا تختص بفريق إدارة الأزمات وحده..وسوف نجني ثمار ذلك في أي كارثة لا قدّر الله تواجه المنطقة.. 3) جميع التجارب في الكوارث السابقة تؤكّد على ضرورة تأهيل أفراد الدفاع المدني ودوريّات المرور في جدة وتزويدهم بسيّارات الدفع الرباعي وآليّات ورافعات وقوارب مطاطيّة للتعامل مع الكوارث ، فقد رأيت أكثر من مركبة شرطة ومرور معطّلة.. فضلاً عن غياب دور المرور والأفراد..إلى جانب أهميّة رفع قدراتهم للتعامل مع الكوارث. 4) النظر فيما صرّح به رئيس المساحة الجيولوجيّة بشأن إنشاء (5) سدود لحماية شرق جدة ، إذ أن الهيئة قد سبق وأن أوصت بإنشاء السدود لكنّها لم تنفّذ بسبب البيروقراطيّة..ويحدونا الأمل في نظر اللجنة الوزارية الموقرة في هذه المشاريع التي لن تحمي جدة وتنقذها –بعد عناية الله- فحسب بل إنها فرصة لتخزين المياه واستفادة المزارعين منها بل وسكان جدة في الشرق والجنوب الذين يعانون من شحّ الماء. 5) تحيّة لكل من آوى وساعد وأعان في هذه المحنة لكنّني أستغرب جشع البعض..فحتى في المحن لا يرعوي الناس!! فبعض الفنادق والشقق وسيّارات الأجرة قد رفعت أسعارها في ذلك اليوم!! فأين نخوة مجتمعاتنا التي ذابت وتلاشت في حضارة الانفتاح ؟؟ وأين الأثرياء الذين نزحوا إلى جدة فكانت كريمة وسخيّة معهم ، فبنوا رؤوس أموالهم من تجارتها ومخطّطاتها وخيرها ؟؟ إذ لم أسمع لهم صوتاً ولم أر لهم حضوراً في تلك المحنة.. فعسى أن تكون لهم مشاركة في المسؤوليّة الاجتماعيّة وأسأل الله تعالى أن يوفّق اللجنة الوزاريّة برئاسة سمو النائب الثاني لما فيه صلاح جدة ، إذ أن توصياتها الأوليّة قد أثلجت صدورنا.. دوحة الشعر : بنوا السدود وما أقسى ضمائرهم هوت .. لتفضح إهمالاً وتنفجر