قال الضَمِير المُتَكَلّم: تصوّروا لو أن الكاتب الصديق العجيب (الأستاذ محمد بن رويشد السحيمي)؛ كَرّس موهبته الكتابية الساخرة؛ للحديث عن آخر خطوط الموضة الفرنسية للملابس النسائية، تشاركه في ذلك جدّته العزيزة (حَمْدة)، ووسيلة تنقلها في نشر أفكارها المسمومة جِمْسَهَا (الفِرْت الأحمر والرفارف سُود)!! أكيد سوف يكون الحكم بأن قَلَم (ابن رويشد) فقَد عقله، ولابد من إيداعه في قَارورة (شهَار)؛ فأنّى له أن يتدخل فيما لا يعنيه، ويلبس ثوبًَا ليس له!! وتخيّلوا لو أن الكاتب (العُكَاظي) الرائع (الأستاذ مَندَل بن عبدالله القَباع)، بشَنَبِه الكثيف الجميل رسم بحروفه صفحات من وصفات المكياج وأدوات التجميل، أتبعها بإضاءات على فنون الطّبخ!! فالثابت أن النساء سوف يسقطن من الضحِك، يعقبه ترديدهن (يا مَندل -هداك الله وردك للصواب ردًا جميلاً- في تلك الموضوعات الحَريم أبخَص، وأقلامهنّ أصدق)!! هاه يا أعزائي؛ هل تخيّلتم المشهدين السابقين؟! وهل توافقون على الحكمين السالفين؟! الآن فضلاً اقلبوا المعادلة؛ وانتقلوا مباشرة من الخيال إلى الواقع والحقيقة؛ فإذا وجدتم كاتبة سعودية فاضلة هجرت الموضوعات السياسية والاجتماعية والتربوية والنسائية في مقالاتها، ودخلت محيط الكتابة الرياضية، ولاسيما (كرة القدم)؛ فأصبح قلمها الرقيق ذو الألوان الزاهية يرصد أحداث ذلك اللسْتَك المنفوخ متحدثًا عن (انْبِرَاشَات اللاعب الاتحادي رِضا تكر)، ومطاردًا لأكواع اللاعب الهلالي الروماني (رادوي)، وكاشفًا لأخطاء الحكم الفُلاني!! أرجوكم لا تذهبوا بعيدًا (فترسموا لهذه الكاتبة الرياضية أو تلك صورة امرأة بِشَنبات)؛ فما دخول حواء لتلك الزوايا الرجالية إلاّ محاولة منها لإثبات رجولتها، وحقها في طلب المساواة بالرجل!! فبعض النساء في مجتمعنا أُصِبْن بمرض مزمن (هو الّلهاث خلف المساواة مع الرجل في كل شيء)، حتى لو أدّى ذلك إلى وصولهنّ لممارسة المصارعة الحرة لِضَرب (سِي السّيد) بلكمة خطافية، أو دبلكس خلفي)!! نعم نحن في عصر (النساء)، وفيه للمرأة حق ممارسة المِهن كلها؛ ولكن ما كان منها متوافقًا مع قدراتها البدنية التي فُطِرَت عليها، وصفاتها الأنثوية التي تنادي أنها نبع الرقة والرومانسية والحنان، ومصدر فاخِر للجمال الفتان!! وأخيرًا أيُّها الرجال احذروا وتسلحوا بالدروع والكمّامات، فالنساء ذوات الشّنَبَات قادمات!! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة.