استفاقت الشعوب العربية فوجدت نفسها بين مد وجزر من خلال مظاهرات حامية الوطيس مميتة المصير من خلال التهامها العديد من الأبرياء من الشعوب العربية كالشعب التونسي . هذا الشعب الذي استطاع أن يقضي على دكتاتورية دامت (23) عاما تونس الآن وشعبها مقبلان على عهد جديد تتخلله الإرادة والطموح والعزة التي سيكتب دستورها بمداد من ذهب أبناء تونس الأوفياء لتواصل تونس مسيرتها العربية و الإسلامية والعالمية . أمواج المظاهرات التي هدأت في تونس وجدت صداها في دول عربية أخرى مجاورة ، مثل الجزائر التي عانت الكثير من المتاعب ، وما زالت تعاني بعد رحيل الرئيس (الشاذلي بن جديد) في الثمانينات الميلادية من بعض الفئات الإرهابية المتطرفة ، والتي فتكت بالكثير من أبناء جلدتها من الشعب الجزائري المناضل من خلال عمليات القتل والتفجير والدمار والذبح الذي تنتهجه تلك الجماعات الإرهابية ضد الكثير من الأسر الجزائرية ، و الذي من ضمنها الرئيس (محمد بو ضياف) الذي لم يستمر كثيرا على كرسي الرئاسة كونه أقصر رئيس للجزائر من خلال فترة حكمه نتيجة عملية الأغتيال التي أودت بحياته في المؤتمر المشهور في تلك الحقبة السابقة للبلاد ، وها هو الشعب الجزائري يظاهر ويناضل من أجل الإصلاح في البلاد بعيدا عن العنف والتطرف التي عاشتها في فترة سابقة من قبل فئات إرهابية ومتطرفة ومندسة أصبحت امتدادا لمعاناة العالم في الوقت الراهن بعد الجزائر أتى الدور على دولة لها مكانتها العربية والدولية والعالمية عرفت بقوتها ومجابهتها للعدو ، وخاصة (الإسرائيلي) وسياستها في حل الكثير من الإشكالات ، وخاصة العربية إنها أرض الكنانة (مصر العروبة) والتي شهدت الكثير من الإصلاحات الحكومية والوزارية والدستورية التي نتجت عن إنتفاضة الشباب التاريخية المتمثلة في مظاهرات مصر ، وخاصة (ميدان التحرير) الذي يعج بالكثير من المصالح الحكومية والوزارية والإقتصادية والسياسية للبلد ، بالإضافة إلى عدم ترشح الرئيس لفترة رئاسية قادمة بما فيه توريث السلطة الرئاسية . هذه الإصلاحات التي استجاب لها الرئيس (مبارك) الذي كرس كل جهده لخدمة مصر وشعبها خلال فترة رئاسية دامت (30) عاما صارع فيها ، وكافح من أجل مصر وشعبها كما ظهر في خطابه للشعب المصري أثناء مظاهراتهم ، واعتصامهم في ميدان التحرير ، وأنه لن يخرج من مصر مهما كانت الظروف ، وذلك نتيجة العهد الذي أتخذه على نفسه أثناء تسلمه زمام السلطة في مصر بعد حادثة إغتيال الرئيس (أنور السادات) مصر الآن تعاني كثيرا من نتيجة هذه الأحداث العصيبة التي تفرح الأعداء وتؤدي بمصر , ، ومن هذا المنطلق فمصر بحاجة ملحة وشديدة إلى وقفة أبنائها وتضافر جهودهم مع الحكومة وحل كافة الإشكالات المنصبة على الساحة في هذه الفترة ، وخاصة الفترة المتبقية من ولاية الرئيس مبارك ، والتي يجب أن تكون فترة إنتقالية لبداية عهد جديد لمصر وأبنائها العظماء . لا بد من تضافر كل العرب من خلال حل كافة خلافاتهم ، والتي من ضمنها الخلافات الوطنية لتبقى أمتنا العربية قوية بطموحها وإرادتها العظيمة . عبده بلقاسم المغربي- الرياض