في عدد صحيفة عكاظ رقم 16229والصادر بتاريخ 28صفر 1432ه، وعلى الصفحة الأولى كان هذا الخبر الفاجعة والمعنون ب (1,3 مليون ريال فاتورة إقامة وفد حقوق الإنسان ل6 ليال في جنيف)، حيث رصدت وزارة المالية مبالغة في فاتورة إقامة وفد هيئة حقوق الإنسان لدى مشاركته في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان العالمي في جنيف المكلف من قبل الدكتور بندر العيبان، وكان عددهم ستة وبحسب المستندات تجاوزت كلفة إقامة الوفد في واحد من فنادق جنيف مليونًا وثلاثمائة ألف ريال أي بواقع 20 ألف ريال عن الليلة الواحدة لكل فرد، وأبلغت وزارة المالية الهيئة اعتراضها على ذلك في خطاب.. ولا جدوى من الاحتماء بالكلمات لتبرير حجم الإنفاق والاكتفاء بالصمت أمام خطأ كهذا هو أجمل بكثير من تبريره وبخاصة أن المدة ليست سوى ستة أيام كما لا أتصور أن ينفق أي منا خلال السفر (3000) ريال في اليوم، وإلا أصابته جلطة، وقضيتنا أن كثيرًا منا لا يهتم بالمال العام وهي قضيتنا لكن المصيبة أن تجد أن من يحافظ على حقوق الإنسان هو من يفعل الخطأ وينفق على إنسانيته ببذخ وينسى أن مهمته الحفاظ على حقوق الإنسان. فيا لها من حكاية لا لون لها ولا طعم، لكن فيما يبدو أن السادة أعضاء الهيئة بالغوا في الاحتفاء بإنسانيتهم فكانت الفاتورة الحفرة والقبر الكبير لكل أحلام الناس في هيئة حقوق الإنسان. ربما لديهم أسباب لا علاقة لها بالاكتساب من الوظيفة والاستفادة من الانتدابات ماديًا ومعنويًا وما أظنهم لا يعلمون أن وزارة المالية سوف تحاسبهم قبل أن تدفع لهم بدل الانتداب كما لا أظن انهم من أولئك الذين يستخدمون هذا المثل الحامض (جلد مو جلدك جره على الشوك او جره على أي شيء على صخرة او جمرة) طالما أن الحكاية لا تكلفهم سوى ورقة وتوقيع وختم ورقم صادر لتغادر ومن ثم تأتي بشيك من المالية وكثيرون هم الذين يستغلون إنسانية الدولة التي لا تبخل على أبنائها لأنها ببساطة تثق بهم وتتوسم فيهم حبهم للوطن وحرصهم عليه أكثر من حرصهم على أنفسهم وهي الحكاية التي ضيعتنا وأخرتنا كثيرًا حيث يمارس بعض المسؤولين سلطته في اللعب على الأنظمة والدليل ما تنقله لنا الصحف عن تجاوزات كثيرة لمسؤولين وكل ذلك بسبب غياب الرقابة، إلا أنني أجزم أن القادم سوف يكون أجمل وسيتنبه الكل كتنبه المراقب المالي الذي اكتشف الفاتورة وردها بخطاب مبديًا عدم اقتناعه بها والذي أتمناه أن تقوم الجهات المعنية فورًا بمتابعة كل ما تنفقه الدولة على الوطن وتمارس مهمتها مع كل من يعبث في المال العام كما أتمنى أن تقوم الصحافة بتغطية ومتابعة انتداب الستة أولًا بأول لكي تقدم للإنسانية تفاصيل فاتورة باهظة للهيئة المسؤولة عن حقوق الإنسان والتي ربما تملك مبررات مقنعة غير تلك التي نعرفها نحن.. أقول ربما!!. خاتمة الهمزة.. (علمتني الحياة أن أبتسم عشر مرات قبل أن أضحك وأن أعيد صياغة كلماتي عشر مرات قبل أن أنطق بها) فكيف بقراراتنا!! أعتقد أننا بحاجة للتفكير فيها ألف مرة قبل استخدامها لكي لا تكون قراراتنا قضايانا.. هذه خاتمتي ودمتم.