كشف وكيل جامعة الملك عبدالعزيز للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور عدنان بن حمزة زاهد، أن الجامعة عقدت الاجتماع الاول للهيئة الاستشارية الدولية الاسبوع الماضي لتزويدها بوجهات نظر عالمية حول أهم القضايا التي تعتني بها الجامعات في العالم، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي في إطار توجه الجامعة نحو العالمية.وأوضح أن الهيئة تضم حوالى 20 شخصية عالمية من إحدى عشرة دولة، تم اختيارهم بعد دراسة السير الذاتية للعديد من الأكاديميين والصناعيين، ممن كانت لهم إسهامات كبيرة في تطوير وتقدم جامعاتهم أو شركاتهم، لافتًا إلى أنه روعي التنوع في المدارس الفكرية للمختارين في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والصناعة لعضوية الهيئة. وقال ان هدف الهيئة المشاركة في إعادة صياغة أهداف الجامعة الاستراتيجية وأولوياتها وتوجهاتها ومسارات العمل بها من أجل بلوغ الغايات في مجالات التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع. فإلى نص الحوار: الهيئة الاستشارية الدولية * هل لكم أن تستعرضوا لنا باختصار أهداف “الهيئة الاستشارية الدولية”؟ ** في سعيها نحو العالمية، أرادت جامعة الملك عبدالعزيز أن تستنير بالخبرات الدولية في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، ولأن رسالتها ستظل خطابًا مشمولًا بالريادة والتفاعل والتطوير المعرفي ومن ثم التداول الثقافي وفق النظرة العلمية الحضارية نشأت فكرة الهيئة الاستشارية الدولية التي من أهم أهدافها تزويد الإدارة العليا للجامعة بوجهات نظر عالمية لأهم القضايا التي تعتني بها الجامعات في العالم. وكان من أحد الأهداف الرئيسية للخطة الاستراتيجية ،التوسع في الشراكات العلمية والبحثية مع المؤسسات العلمية والصناعية الدولية المرموقة المشهود لها بالتميز في مجالها، وذلك في نطاق سعيها نحو العالمية والتطوير والارتقاء بكفاءتها وتدعيم سمعتها وتحسين أدائها الأكاديمي والبحثي بالإضافة إلى خدمة المجتمع. وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، ناقش مجلس التعليم العالي في جلسته الثامنة والخمسين مؤخرا الدراسة التي أعدتها الجامعة لإنشاء (الهيئة الاستشارية الدولية للجامعة) ومعايير اختيار أعضاء هذه الهيئة. * ما الأهداف الرئيسة لهذه الهيئة؟ ** هناك عدة أهداف للهيئة الاستشارية الدولية، منها المشاركة في إعادة صياغة أهداف الجامعة الاستراتيجية وأولوياتها وتوجهاتها ومسارات العمل بها من أجل بلوغ الغايات في مجالات التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، إلى جانب الاستفادة من علم وفكر وخبرة أعضاء الهيئة في توظيف محركات أداء جديدة لانفتاح الجامعة على علوم المستقبل، وتعزيز المزيد من البذل والعطاء والنجاح لاستشراف أدمغة خبيرة وقديرة لدعم الإنجاز، وكذلك إبداء النصح والمشورة فيما يعرض على الهيئة من موضوعات ومقترحات، الإسهام في تشكيل تحالفات استراتيجية بين الجامعة ومؤسسات المجتمع الإنتاجية والخدمية وكذلك المؤسسات العلمية والشركات الصناعية العالمية، فضلًا عن إنشاء وتفعيل شراكات وتوأمة مع عدد من الجامعات والمراكز البحثية العالمية، ضمن مسؤولية جامعة المؤسس التضامنية في تأصيل العطاء والنبوغ. * كيف تم اختيار أعضاء الهيئة الاستشارية الدولية؟ ** تم دراسة السيرة الذاتية للعديد من الأكاديميين والصناعيين، ممن كانت لهم إسهامات كبيرة في تطوير وتقدم جامعاتهم أو شركاتهم وبعد ذلك تم اختيار عدد ممن يحتلون مناصب عليا في بلادهم ليعطوا خلاصة خبراتهم، سواء فيما يتعلق بالتعليم العالي أو البحث العلمي أو ما يهم سوق العمل للخريجين، و تم اختيار 20 شخصية أكاديمية وصناعية من الرواد البارزين عالميًا في مجالات الفكر والتعليم العالي والصناعة والإنتاج، من عدة دول متقدمة بالإضافة إلى المملكة وهم جميعًا من الشخصيات الدولية ومن أهل الخبرة والمعرفة والمكانة المرموقة، وذلك للاستفادة من خبراتهم ورؤيتهم الثاقبة في إبداء النصح والمشورة المتعمقة وتبادل الرأي حول ما يهم الجامعة في مسيرتها التطويرية والإبداعية محليًا وعالميًا، إنفاذًا للتوجيه السامي الكريم في الارتقاء بنظم واستراتيجيات جامعتنا وتعبئة إدماج النسيج العلمي العالمي الذي يحقق التميز على المستوى الدولي. مدارس فكرية متنوعة * من أي البلاد تم اختيار الأعضاء؟ ** هم يمثلون مختلف دول العالم من أوروبا، أمريكا، اليابان، الصين، سنغافورة، وتركيا، وهذا التنوع في المدارس الفكرية للمختارين في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والصناعة لعضوية الهيئة يجعل المجال مفتوحًا لتبادل الرؤى ووجهات النظر العالمية في مختلف القضايا التعليمية والبحثية والتي تهتم بها الجامعات العالمية والشركات الصناعية العملاقة. 3 سنوات لكل دورة * هل عضوية الهيئة الاستشارية الدولية دائمة؟ ** لا.. فالأعضاء الحاليون سيبقون لفترة ثلاث سنوات، ثم بعد ذلك يتم تغيير جزئي ، وهذا الإجراء يفيد في ضخ آراء جديدة دومًا للهيئة الاستشارية الدولية، ومن ناحية ثانية فإن التغيير الجزئي يضمن استمرارية التوجهات، فلا يحصل انقطاع في الدراسات التي تقوم بها الهيئة تجاه الجامعة وتزويدها بالآراء السديدة لتوجيهها نحو العالمية. أعضاء ذوو سمعة * هل لكم أن تعطونا أمثلة من أعضاء الهيئة الاستشارية الدولية؟ ** تم اختيار البروفيسور جوليو فرنك، وهذا الرجل عالمي السمعة، درس البكالوريوس في المكسيك، ثم الماجستير والدكتوراة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، في المجال الطبي. ثم شغل عدة مناصب عليا في بلده قبل أن يصبح وزيرًا للصحة فيها، كما شغل منصبًا مهمًا في منظمة الصحة العالمية في جنيف (سويسرا)، أما الآن فهو أستاذ في جامعة هارفارد الأمريكية، وهي الجامعة الأولى على مستوى العالم في كل التصنيفات للجامعات العالمية، وللبروفيسور فرنك ثمانية وعشرين كتابًا ودراسة، وأكثر من مائة وثمانين بحثًا ومقالًا علميًا، وهو عضو في اثنتي عشرة جمعية علمية، وعضو في عشر هيئات تحرير لمجلات علمية. وهناك مثال آخر يمثل رجال الصناعة د. ميشاهارو ناكامورا التحق بمختبر الأبحاث المركزي CRL التابع لهيتاشي المحدودة، في عام 1967م، بعد حصوله على ماجستير العلوم في الفيزياء، في مدرسة العلوم العليا في جامعة طوكيو، وفي عام 1992م أصبح المدير العام العاشر لهيتاشي CRL، وكمدير عام لهيتاشي CRL أشرف على البحث والتطوير المتقدم في حقول تكنولوجيا المعلومات والاتصال، والالكترونيات، وعلوم الحياة، واستطاع تمديد وتوسيع نشاطات البحث والتطوير العالية. توصيات لا قرارات * هل قرارات الهيئة الاستشارية الدولية ملزمة للجامعة؟ ** الهيئة لن تتخذ قرارات بل تقدم توصيات للإدارة العليا، فعملها استشاري بحت، إضافة إلى تقديم الدراسات التي ترفع من سمعة الجامعة، ولا شك أن الجامعة ستستنير بآراء أعضاء الهيئة، وبالتالي فإنها ستستفيد منها في التخطيط والتنفيذ لما فيه خير الأستاذ والطالب، وخير الجامعة والوطن. * أخيرًا إلى ماذا تتطلعون؟ ** تتطلع جامعة الملك عبدالعزيز إلى المساهمات الفعالة من أعضاء الهيئة الاستشارية الدولية ليزودوا الجامعة بالخبرات العالمية المناسبة فيما يتعلق بالبرامج التعليمية والأبحاث العلمية وغيرها مما يهم الجامعات في مجال التخطيط الهادف الذي تأمل الجامعة أن يكون في صالح الوطن والمواطن، ويسعد الجامعة أن ترحب أشد ترحيب بأعضاء الهيئة الاستشارية الدولية، التي خططت لها الجامعة على مدى عامين كاملين إلى أن رأت النور، ولذا فإننا نتطلع إلى المساهمات القيّمة لأعضائها وآرائهم السديدة التي يؤمل من ورائها رفعة جامعة الملك عبدالعزيز بين جامعات العالم.