كشفت كارثة سيول جدة عن وجوه مشرقة دأبت على العمل في صمت دوبت به أصوات المتضررين في الحدث وأعناقهم متجهة نحو السماء بعد أن حلقت طائرات الدفاع المدني فوقهم تمد لهم أطواق النجاة استعدادًا لنقلهم الى بر الامان. تلك هي قصة الملحمة الجوية التي سطرتها 500 ساعة طيران متواصلة قادها مجموعة من أبناء وطني الحبيب متوشحين شعار “مملكة الانسانية” واضعين نصب أعينهم توجيهات مليكنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الامين وسمو النائب الثاني في بذل قصارى الجهود لخدمة المواطن. يقول قائد طيران الدفاع المدني اللواء محمد بن عيد الحربي: إن الساعات الأولى لمباشرة اعمال الانقاذ والانتشال في كارثة جدة لم تكن هي البداية، لافتًا إلى أن اعلان حالة الاستنفار القصوى توافقت مع التحذيرات التي أطلقتها الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة، مشيرًا إلى أن أساليب الانقاذ في كارثة جدة (2) وعسفان وذهبان وثول والليث وينبع واملج تطورت بادخال العديد من الآليات الحديثة مثل السلة والكرسي لذوي الاحتياجات الخاصة والاطفال والنساء وكبار السن. وأوضح أن طواقم الطيارين باشرت أعمال الانقاذ والانتشال من على أسطح الفلل في مخطط أم الخير، إضافة إلى عدد من المواقع في محافظة جدة أثناء هطول الامطار الغزيرة، مما شكل مخاطر كبيرة على طيارينا. وأشار اللواء الحربي إلى أن الطائرات على استعداد تام لتواصل طلعاتها الجوية من أجل المسح الجوي على نطاق واسع وفي جميع المواقع التي تضررت من الأمطار. بالإضافة إلى تزويد غرف العمليات بالمعلومات التي توضح مواقع تجمعات المياه والسيول المنقولة من الاودية الشرقية. ولفت اللواء الحربي إلى مشاركة طيران الدفاع المدني في أعمال الإنقاذ في فاجعة “سيول جدة” العام الماضي، بقوله إن الأطقم الجوية تمكنت من القيام بأضخم العمليات الجوية، الا ان اعمال الانقاذ وساعات الطيران فاقت كل التوقعات كما وكيفا. بعد ان واصل طيارونا الليل بالنهار من أجل نيل شرف الخدمة للوطن والمواطن.