عندما يخسر فريق رياضي خسارة كبيرة ، يبحث المحبون والمتابعون له عن أسباب هذه الخسارة ، فمنهم من يرمي باللائمة على حارس المرمى ومنهم من يتهم المدافع أو المهاجم ، ومنهم من يتهم مدرب الفريق ، ومنهم من يتهم الإعلام والجمهور لتأثيرهم عليه ، وبذلك يتم توزيع الاتهامات على الجميع ..... والحقيقة إن الفريق مجموعة واحدة تتحمل الفوز والخسارة . وما أشبه خسارة الفريق بكارثة جده وما حصل فيه من فيضانات وإمطار عجزت معها العروس عن امتصاصها واستيعابها حتى غرقت شوارعها وتوقف قلبها عن الحركة الانسيابية الجميلة التي تعودها أهلها ومحبوها ، وبدأ المحللون والمحبون يبحثون عن أسباب الكارثة ، فكل يرى السبب من وجهة نظره مختلفا ، وتتعدد الأسباب وتتوزع الاتهامات على الجميع ، لتبقى الحقيقة أن الجميع مشتركون في هذه الكارثة ويجب أن نعود إلى أنفسنا ونسأل :من هم المخططون لمشاريع مدينة جده والذين لم يضعوا في خططهم مشاريع تصريف مياه الأمطار ؟ أليسوا منا ؟ ومن هم موظفو ومسئولو أمانة جده ؟ أليسوا منا ؟ ومن هم منفذو هذه المشاريع ؟ أليست شركاتنا ومؤسساتنا ؟ ومن هم مراقبو هذه المشاريع ؟ أليسوا مهندسينا ؟ ومن هم أعضاء اللجان التي تستلم المشاريع وفيها من الأخطاء ما فيها ؟ أليسوا منا ؟ ومنهم موظفو أجهزه الرقابة ؟ أليسوا منا ؟ ..... هل نحن نغش أنفسنا ونسيء لأولادنا وللأجيال التي بعدنا ؟ .... نعم المسؤولية على الجميع ، ولو أدى كل واحد منا عمله بما يرضي الله لما وصلنا إلى هذه الحال . إن ما حصل في جده درس لنا لكي ننظر نظرة بعيده المدى ونحسن التخطيط ، ولكي نتخلص من الغش و الطمع والجشع ، ولكي يكون لدينا قدر من مخافة الله ، وقدر من الوطنية ، وليعلم كل مقصر بان الله سوف يسأله عن عمله ، وسوف يحاسبه بقدر ما سبب من أذىً للمسلمين . يجب علينا من الآن ان ندع الكلام والتحليل والبحث عن أعذار وشماعات لتعليق الأخطاء عليها ، وننتقل إلى مرحلة من الإخلاص والتضحية لهذا الوطن الذي أعطانا الكثير ، ولنبدأ البناء والتطوير وليتنح كل عاجز وخامل ، ليدع الفرصة للمخلصين من أبناء هذا الوطن العزيز، وليكن شعارنا مخافة الله والإخلاص له في القول والعمل ، ليس هذا الكلام لأهل جده بل لكل من يعيش على هذه البلاد الطاهرة . حمد ضحيان الجهني-المدينة المنورة