وغرقت جدة من جديد.. الأحياء والميادين والشوارع كلها مغمورة بالمياه في مشهد يتكرر مع كل قطرة مطر.. وتقف المياه الهادرة شاهدة على حزمة مشاريع أعلنت “الامانة” البدء بها ولم تنته منها حتى بعد مرور قرابة العامين على “كارثة الأربعاء” بذكرياتها المؤلمة. مياه الأمطار الغزيرة التي شملت كامل المحافظة، شلت الحركة المرورية في جميع الشوارع والميادين، وتوقفت آلاف المركبات التي اكتظت بها الشوارع أثناء خروج الطلاب والطالبات بعد انتهاء فترة الاختبار، ولم يجد المتعطلون أي جندي مرور لتسيير حركة السير خاصة في العديد من التقاطعات الكبرى. وأعلنت إدارة الدفاع المدني حالة الاستنفار القصوى، وانتشرت منذ ساعات الصباح الأولى فرق الإنقاذ المزودة بمعدات مختلفة بما فيها الزوارق المطاطية، وباشرت العمل أثناء هطول الأمطار في العديد من المواقع التي غرقت بالمياه في كارثة سيول جدة، مثل أحياء شرق طريق الحرمين (قويزة، المساعد، الاطلال، التوفيق، والسامر وغيرها)، إضافة إلى مخطط أم الخير، فيما أخذت فرق الصيانة والطوارىء في فتح منافذ تصريف مياه الأمطار وإزالة العوالق من مخلفات وبقايا أغصان اشجار في محاولة لتمكين فتحات التصريف من استيعاب المياه الغزيزة، حسب أقوال مسؤول في "الامانة" إضافة إلى استنفار جميع وايتات الشفط وتمركزها عند مدخل نفق طريق الملك عبدالله ونفق الجامعة والعديد من الأنفاق المختلفة بجدة. ومن جانب آخر كشف مصدر مسؤول في الشؤون الصحية عن إعلان حالة الاستنفار القصوى في جميع مستشفيات ومستوصفات المحافظة، وتوجيه جميع أقسام الطوارىء باستقبال أي حالة تستدعي التدخل الطبي. بدورها بدأت فرق الصيانة التابعة للشركة الوطنية للمياه بجدة في معالجة طفوحات بعض غرف التفتيش في التقاطعات الكبرى بجدة، بعد أن تعالت نوافير مياه الصرف في عدد من المواقع منها (تقاطع الصحافة / فلسطين).