سنوات عديدة قضاها المطرب أو الفنان الأول في الكويت منذ بداية السبعينيات وبالتحديد عام 69م حتى نهاية التسعينيات الميلادية، وهو يتربع عرش الأغنية في الكويت، وكان ألبومه الشهير (الصوت الجريح) الذي حقق نجاحًا في الخليج والعالم العربي نهاية عبدالكريم لسيادة الأغنية الخليجية. قدم أيضًا لأهل الصيد والبحر وعرفوه بأغنية (محمل الخير) التي كانت تشد عزم الصيادين والبحارة كما أن رائعته القديمة من ألحان عبدالرحمن البعيجان (عزيز وغالي) وفيها مقطع يردده كثيرًا أيضًا في نهاية الأغنية (يا ليت لي جناحين وأسري بليله.. أروح حق نور العين وأرجع بليلة). عبدالقادر ظهر المرة الوحيدة في حياته على المسرح في حفل دورة الخليج الرابعة وغنى أمام الجمهور لأول مرة أيضًا وقدم أغنيته المعروفة (باعوني) وبعد ذلك اعتزل الغناء على المسرح لأسباب شخصية. هنا المكان لا يتسع أن نحكي عن هذا النجم لأن حياته مليئة بالإثارة والأحداث والكفاح. ولكن باختصار (على ذكر إحدى اغنياته) نقول إنه استمر نجمًا لامعًا في سماء الأغنية رغم أنه غير مختلط بالوسط الفني ولا يحضر المناسبات الفنية إلا في نطاق ضيق مكتفيًا بتسجيل الألبومات والجلوس مع عائلته طوال مشواره ومع هذا حقق نجاحًا كبيرًا وكانت ألبوماته هي التي تتحدث عنه وتنفد من الأسواق بسرعة هائلة وتهافت عليه الشعراء والملحنين لتقديم أعمالهم وكان يرفض الكثير منها إلا ما يروق له ويناسب قناعته. المهم جاءت الفترة الأخيرة وجاءت معها شركات الإنتاج المرئية والمسموعة بشروطها التي لم تناسب أبو خالد ومنها الفيديو كليب وحتى إنهم اشترطوا عليه الشعراء والكلمات والملحنين استغلالًا لاسمه إلا أنه رفض بشدة ولأنه فنان طيب وحساس ساءت حالته النفسية وجلس في بيته ولم يخفف عنه هذه الحالة إلا أصدقاءه القدامى. كان في قمة توهجه يُحرج من بعض الكتّاب والملحنين ويقدم أعمالهم إرضاء لهم وإذا سقطت يأتي بأعمال تمحو الأعمال غير الجيدة مستخدمًا خبرته كفنان كبير ولأنه يحترم اسمه وفنه وجمهوره صار يرفض أي عمل غير جيد. عبدالكريم قبل أن يكون فنانًا هو إنسانًا.. كان يستقبل ضيوفه بنفسه في المطار ويأتي بهم إلى بيته.. وهو طيب القلب لأن من هؤلاء الضيوف من أتى بكلماته إليه وهي ركيكة ولم يأخذها منه فغضب هذا الشاعر السعودي وأتى له مرة أخرى فلحسن نيته وطيبته قدم هذه الكلمات في أحد ألبوماته ولكنها فشلت فأحرج عبدالكريم وقرر أبو خالد عدم المجازفة أو المجاملة رغم أنه لم يتقاضى مبالغ نقدية في سبيل الغناء فكان يهمه الكلمة الجيدة وجمهوره رافضًا كل الاغراءات حتى إنه يقول في أحد لقاءاته: «أحب أن يذكرني الناس بأعمالي الجيدة ومحبتي لهم على مر السنين».