نفذت ايران أمس حكم الاعدام شنقا بحق اثنين من ناشطي منظمة “مجاهدي خلق” اعتقلا خلال التظاهرات المناهضة للحكومة في 2009، فيما جدد رئيس ممجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني هجومه على التيار المتشدد في إيران. واعتقل الاثنان المنفذ فيهما حكم الإعدام في سبتمبر 2009 خلال تظاهرات عديدة شهدتها ايران على مدى عدة اشهر بعد الانتخابات الرئاسية في يونيو 2009 والتي اعتبرتها المعارضة مزورة. ويشكل تنفيذ حكم الإعدام فيهما الحالة الأولى بحق معارضين شاركوا في الاضطرابات التي تلت اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد. وجاء في بيان صادر عن مكتب مدعي عام طهران عباس جعفر دولت ابادي ان “عنصرين من خلية المنافقين يدعيان جعفر كاظمي ومحمد علي حاج آقايي اعدما في وقت مبكر صباح اليوم”.وتشير السلطات الايرانية عبر استخدام كلمة “المنافقين” الى منظمة مجاهدي خلق، ابرز منظمة مسلحة معارضة للنظام الايراني، والتي تتهمها طهران بقتل او اصابة الاف الايرانيين في اعتداءات ضد النظام الاسلامي بعد ثورة 1979، حاربت الى جانب الجيش العراقي في ظل حكم صدام حسين خلال الحرب الايرانية-العراقية (1980-1988). ولا يزال الالاف منهم في مخيم اشرف، لكن تم نزع اسلحتهم بعد التدخل الاميركي في العراق وسقوط نظام صدام حسين في 2003. إلى ذلك اتهم رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني التيار المتشدد في إيران بأنه يدعي الدفاع عن الاخلاق واصول الثورة الإسلامية كذبا وزورا، وأن ما يقومون به من هجوم عليه وعلى عائلته من خلال الترويج للأكاذيب هو أمر اعتاد عليه منذ قيام الثورة الإسلامية في 1979إلا أن من كان يلعب حينها ذلك الدور هم منظمة مجاهدي خلق. وجدد رفسنجاني أمام حشد من الطلبة الإصلاحيين مواقفه السابقة من المعارضة وحركة الاحتجاجات التي أعقبت انتخابات يونيو 2009 بالقول:»مواقفي التي طرحتها قبل 9 أشهر في خطبة الجمعة لم تتغير لأنها صواب»وأضاف:» من يسعي إلى التفرقة داخل البلد فهو مخطئ»، وبرر صمته الذي طال فيما يخص موقفه من الاضطرابات التي رافقت إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية 2009 بأنه كان يريد البعد عن الجدل السياسي. وكان رفسنجاني قد أم جموع المصلين في أول جمعة بعد ظهور نتائج انتخابات الرئاسة لعام 2009 بمسجد جامعة طهران حيث احتشد الآلاف من انصار أكبر المرشحين لمنصب الرئاسة مير حسين موسوي الذي تقدم جموع المصلين، ووجه حينها انتقادات قوية للرئيس الإيراني بالقول:”عندما يغيب الشعب عن المشهد وتغيب أصواته لا تكون هذه الحكومة إسلامية” في إشارة لاتهامات المعارضة للحكومة بتزوير الانتخابات.