الحياة.... وما أدراك ما الحياة الدنيا لهو ولعب ونعيش كأننا نعمر فيها للأبد، وننسى أن كلًا منا له نهاية، فنسمع عن الموت وقصصه وقلوبنا كما هي كالحجارة بل أشد قسوة، وبخاصة في زماننا هذا فقد انتشرت الفتن وساد الفساد، وازداد الفجور، فأصبح القابض على دينه كالقابض على جمرة من نار؛ وذلك خوفًا من الوقوع في الفتن وأصبح الناس مشغولين بالحياة ونسوا الآخرة ولم يعدوا أو يستعدوا لها، فأين نحن عن محاسبة أنفسنا ففي تركنا لها يتسلط الشيطان علينا بالمعاصي ويحذر من الطاعة ويزين الباطل ويثبط عن العمل الصالح ويصد عنه ومع ذلك فنحن نتبعه ونطيعه وقد نهانا الله عنه (لاتتبعوا خطوات الشيطان) فالنهي يستلزم الوجوب وقال الحسن البصري -رحمه الله- (إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه ما أردت بكلمتي، ما أردت بأكلتي. ما أردت بحديث نفسي. وان الفاجر يمضي قدمًا ما يعاتب نفسه) فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإن الدنيا دار سفر لا دار إقامة ومنزل عبور لا موطن حبور ونحن فيها مجرد عابرين قال تعالي: (يا قوم إنما هذه الحياة متاع وان الآخرة هي دار القرار) أي قليلة زائلة فانية عن قريب تذهب وتضمحل وأن الآخرة هي دار القرار. فاطمة فهد الزايدي - مكة المكرمة