تعهد الرئيس التونسي بالإنابة فؤاد المبزع في كلمة توجه بها مساء أمس عبر التلفزيون إلى الشعب التونسي ب “القطع التام مع الماضي” وبأن “تتحقق آمال ثورة الحرية والكرامة” التي أنهت نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. فيما قال التلفزيون التونسي أن 33 من افراد عائلة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي اعتقلوا للاشتباه في ارتكابهم «جرائم ضد تونس» وعرض صور كميات مصادرة من الذهب والمجوهرات، وقال بيان قرئ في التلفزيون نقلًا عن «مصدر رسمي» إنه سيتم التحقيق معهم حتى يواجهوا العدالة، واعتذر البيان عن عدم إعلان مزيد من التفاصيل بشأن افراد العائلة لكن التلفزيون عرض صورًا لذهب ومجوهرات قال إنها عثر عليها بحوزتهم. من جهته قال المبزع الذي يتولى الرئاسة بالإنابة منذ السبت غداة فرار زين العابدين بن علي: “سأحرص شخصيًا على أن تفي الحكومة بكل تعهداتها للشعب واولها القطع مع الماضي ثم الاعلان عن العفو التشريعي العام”. واضاف “اتعهد لديكم أن ابذل قصارى جهدي وكل صلاحياتي لتتجاوز بلادنا بسلام هذه المرحلة الصعبة ولتحقق آمال الانتفاضة الشريفة (..) وهذه الثورة - ثورة الحرية والكرامة”. وتابع: “سأحرص على تطبيق فصل الدولة عن التجمع الدستوري الديمقراطي” حزب الرئيس السابق بن علي الذي اأصبح رمزًا للقمع والفساد والذي يطالب متظاهرون يوميًا منذ الجمعة بحظره. وفي هذا السياق اعلن حزب التكتل الديمقراطي للعمل والحريات المعارض «انسحابه» نهائيًا من الحكومة الانتقالية التونسية التي يشغل فيها امينه العام مصطفى بن جعفر منصب وزير الصحة، وقال خليل زاوية عضو المكتب السياسي للحزب اثر اجتماع قيادة الحزب: «قررنا الانسحاب من الحكومة الحالية وعدم المشاركة» فيها و“نطالب بمفاوضات جديدة لتشكيل حكومة جديدة». واوضح بن جعفر «أن تركيبة الحكومة لا تعطي الرسالة الواضحة التي ينتظرها الشعب الذي قدم عشرات الشهداء، حيث إنها لا تمثل قطيعة تامة مع الماضي ونحن نأسف لذلك»، واضاف: «نحن نبقى مصممين على مواكبة عملية دمقرطة الحياة السياسية واعداد البلاد لانتخابات حرة وشفافة». واوضح التكتل في بيان له أن قرار الانسحاب من «الحكومة الانتقالية بتركيبتها الحالية» اتخذ «في اطار التنسيق مع الاتحاد العام التونسي للشغل» الذي قام بدور اساسي في التظاهرات التي ادت إلى الاطاحة بنظام زين العابدين بن علي. واضاف «ان التكتل يعتبر أن الاجراءات والمبادرات التي اتخذت ورغم انخراطها في الاتجاه الصحيح فهي ليست كافية لأن تبعث رسالة واضحة إلى الشعب وتفيد القطع الكامل مع الماضي ومع المنظومة السياسية التي رفضها الشعب». في المقابل اكد الحزب «التزامه بالمساهمة الفعالة في اعمال اللجنة العليا للاصلاح واللجنتين الخاصتين بتقصي الحقائق» في القمع الدامي للانتفاضة الشعبية التي شهدتها تونس والفساد. وكانت كلمة المبزع الذي كان يرأس قبل سقوط النظام مجلس النواب ويتولى بالإنابة رئاسة الجمهورية بموجب احكام الدستور لدى حدوث “شغور في السلطة” الأولى التي يتوجه فيها للشعب، وتعهد المبزع في كلمته التي ارادها واضحة ومطمئنة والقاها باللهجة التونسية، ايضا بأن تعلن الحكومة قانونًا للعفو التشريعي العام ودعا الاعلام إلى “التحرر من كل القيود ليقوم بدوره الحساس” مضيفًا “المطلوب منه احترام اخلاقيات المهنة”، وحيا في مستهل كلمته “شهداء الكرامة والحرية” و “ابناء وبنات الشعب التونسي الابي الذي اظهر دائمًا وابدا أنه قادر على تغيير مجرى التاريخ”. وبعد فرار بن علي حدثت اعمال نهب واعتداءات نفذتها مجموعات مسلحة نسبت العديد من الافادات المسؤولية فيها لمليشيا موالية للرئيس المخلوع، وقال المبزع في هذا السياق “اطمئنكم أننا اكتشفنا المسؤولين عن بث الفوضى في البلاد والرعب في نفوس المواطنين وتم توقيف العصابات (...) والوضع في طريق الاستقرار”، معبرًا عن شكره لكل من ساهم مع الجيش في طمأنة المواطنين و“حماية الاملاك الخاصة والعامة”. وتنتشر في كامل مناطق البلاد “لجان حراسة امنية” شكلها مواطنون يتناوبون ليلًا على حماية منازلهم وأحيائهم.