أجمع القادة العرب في كلماتهم أمام الجلسة الافتتاحية الاقتصادية في القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية بمدينة شرم الشيخ المصرية، أمس على أن التنمية مطلب حتمي لتحقيق الاستقرار في الدول العربية، وأبدى القادة تجاوبهم مع المشروعات التي تحقق التكامل ومتابعة تنفيذ قرارات قمة الكويت. وأكد الرئيس المصري حسني مبارك أن التنمية العربية الشاملة آتية لا محالة مهما كانت الصعاب والتحديات، مطالبا في هذا الصدد بضرورة زيادة العمل العربي المشترك لبناء مستقبل أفضل للشعوب العربية. وقال مبارك الذي يرأس القمة في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية: إن قضية التشغيل وإتاحة فرص العمل ستظل واحدة من أهم ما نواجهه من تحديات وما نتطلع لتحقيقه من أهداف وأولويات، مشيرًا إلى أن هذه القضية ستبقى جزءا لا يتجزأ من الجهود العربية لتطوير التعليم والبحث العلمي على طريق النمو الاقتصادي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية الشاملة وهدفًا رئيسيًا للسعي العربي لتعزيز الاستثمارات فيما بين الدول العربية. ونوه الرئيس المصري بأن الشباب العربي هم أغلى ما تمتلكه الدول العربية من ثروات وموارد لأنه بفكرهم وسواعدهم يصنع مستقبل الأمة العربية، مبديا ثقته فيما يمتلكه أكثر من 300 مليون عربي من طاقات وإمكانات وموارد وما يمتلكه الجميع سواء كانوا شعوبا أو قادة أو زعماء من الإرادة والعزم والتصميم. وبيّن الرئيس المصري أن التعاون الاقتصادي العربي أصبح قضية مستقبل وبقاء ومصير ومتطلبًا رئيسيًا من متطلبات الأمن القومي العربي.. داعيًا إلى بلورة رؤية عربية مشتركة لسبل التعامل مع الأزمات العالمية مستقبلًا. من جانبه أوضح أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر رئيس القمة الاقتصادية العربية الأولى في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، أن القمة الأولى بالكويت وضعت اللبنة الأولى لتعاون استراتيجي عربي فعال وما صدر عنها من قرارات وتهيئة الظروف لتحقيق مناخ اقتصادي وتنموي أفضل، لافتًا إلى مبادرته لإنشاء صندوق يعمل على توفير الموارد المالية لدعم مشاريع القطاع الخاص العربي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بمبلغ ملياري دولار ودخل حيز التنفيذ بعد إقرار اللائحة التنفيذية له في اجتماع وزراء المالية العرب يوم 18 أكتوبر العام الماضي حيث تلقى الصندوق مساهمات من بعض الدول العربية. وأضاف أن خروج هذا الصندوق للواقع خير دليل على الإدارة العربية القوية لدعم العمل العربي المشترك والحرص على تمكين القطاع الخاص العربي للقيام بالدور المطلوب في عملية التنمية والإسهام في خلق فرص عمل للشباب. وأوضح سمو أمير دولة الكويت أن اجتمأع امس يأتي ليؤكد على تمسك الدول العربية بفلسفة انعقاد القمم العربية الاقتصادية والبعد بالعمل الاقتصادي العربي عن الاختلاف في الرؤى السياسية.. داعيا الدول العربية لمواصلة الجهود لتقويم الخلل الذي يواجه تنفيذ القرارات ومعالجة التحديات التنموية العربية. *استقرار دارفور من جهته قال الرئيس السودانى عمر البشير: إن الحكومة السودانية تعمل على تنفيذ آخر بنود اتفاقية السلام الشامل الذي وقعناه مع اخوتنا في الجنوب عام 2005 مشيرًا إلى أن بلاده تلتفت إلى إنجاز مشروعات تنموية عملاقة تفضي إلى طفرة اقتصادية ماثلة.،وتابع أن السلام مبتغى لا رجعة عنه ليتحقق للسودان مزيد من الاستقرار. من ناحيته أعلن الرئيس العراقى جلال طالبانى تأييد بلاده للبرنامج الطارىء للأمن الغذائي العربي ومطالبة صناديق التنمية العربية والإقليمية والدولية بالمساهمة في تمويل المتطلبات المالية لهذا البرنامج، مطالبا بضرورة السعى لإقامة الاتحاد الجمركي العربي واتخاذ الإجراءات القانونية لذلك تمهيدا للوصول إلى السوق العربية المشتركة المنشودة. وقال إن العراق أكد ويؤكد دوما أن أنه جزء أصيل من الحضارة العربية الإسلامية كما أنه عضو مؤسس لجامعة الدول العربية، وأنه سيكون عنصرا مهما في المنظومة التكاملية العربية على جميع الأصعدة، كما أكد تطلع العراق لاستقبال القادة العرب في القمة العربية القادمة التي ستستضيفها العراق. الطالباني: القمة في بغداد وأكد استعداد العراق للعمل مع الأشقاء العرب على مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمعات العربية في كافة الميادين السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، قائلا "إن من شأن التكامل الاقتصادى العربي القائم على أسس التكافؤ والمنفعة المتبادلة أن يثري الاقتصاديات العربية ويتيح لها الاندماج في الاقتصاد العالمى مع مراعاة الخصوصات القومية والتاريخية للمنطقة". وأضاف الرئيس العراقي أن من أهم الأولويات التي تؤيدها بلاده على الصعيد العملى دعم مشاريع الربط الكهربائى ووضعها موضع التنفيذ، وقال "إن العراق يعمل كذلك على تشييد شبكة حديثة من السكك الحديثة لربط مشروع خطط سكك الحديد لدول الخليج بسوريا وتركيا ومنها إلى أوروبا بهدف نقل البضائع من دول الخليج إلى أوروبا والعكس" *رجال الأعمال وتسهيل الانتقال وناشد رجال الأعمال العرب القادة والزعماء تشجيع الاستثمارات العربية والعمل على زيادتها أملا في الوصول إلى تكتل اقتصادي عربي وحتى تتحول المنطقة العربية إلى منطقة استقطاب للاستثمارات العربية والأجنبية. وأشار رجال الأعمال العرب - في الكلمة التي ألقاها ياسر الملوانى نائب رئيس المبادرة العربية لرجال الأعمال العرب إلى ضرورة العمل على تهيئة مناخ الاستثمار من خلال توسيع نشاط القطاع الخاص دون قيود أو معوقات والإسراع بتحرير تجارة الخدمات وترسيخ أهمية الاستثمار من أجل التشغيل وخلق فرص عمل وإنشاء موقع إلكتروني يوضح التشريعات والقوانين الاستثمارية لكل بلد عربي وتطوير الخدمات سواء المالية أو السياحية، والتعليم بجانب النقل والمواصلات، وتوحيد معايير المواصفات والجودة، علاوة على استحداث معايير جديدة لقياس التنافسية في تطوير القوانين وتوحيدها. وأكدوا ضرورة تسهيل حركة انتقال رجال الأعمال بين الدول العربية ووضع خريطة للاستثمار العربي لتحديد المناطق الاستثمارية الجاذبة للمشروعات في كل بلد عربي. حوار مباشر مع المجتمع المدني واستعرض ممثلون عن المجتمع المدنى العربي والشباب العربي أمام الجلسة الافتتاحية وقال ممثل الشباب العربي إن الشباب المشارك في منتدى (الشباب العربي القيادي) الذي عقد أمس الأول أصدر وثيقة بيان شرم الشيخ حول (الشباب والتكنولوجيا) الذي أعد في إطار تنفيد الاستراتيجية العربية للتكنولوجيا وكدذك مبادرة تفعيل دور الشباب في تنفيد هذه الاستراتيجية. واستعرض أهم التوصيات التي تضمنتها وثيقة شرم الشيخ الخاصة بالشباب ومن بينها دعوة الجامعة العربية ومجلس وزراء الشباب والرياضة العرب إلى تكثيف التواصل والحوار مع الشباب ومنظماتهم في صياغة السياسات وكافة المشروعات المعنية بالشباب باعتبارهم شركاء أساسيين في التنمية. كما تطرق ممثل المجتمع المدني العربي إلى ما تم التوصل إليه بالأمس من توصيات أكدت على ضرورة تنظيم حوار مباشر بين هيئات الجامعة العربية وممثلي الشبكات المحلية والوطنية والإقليمية لمنظمات المجتمع المدني في المنطقة العربية للتباحث في الآليات التي توصل إلى تشكيل إطار مؤسس للحوار والتعاون والشراكة.