( 1 ) أثبت الشعب التونسي أن أدوار البطولة لا تليق إلاّ بالشعوب وحدها. أية بطولة لا دور للشعب فيها، هي بطولة مزيّفة مهما نفخت أبواق الإعلام فيها، ومهما نظم المدّاحون في حقها القصائد والملاحم والروايات. الشعب هو البطل، وكل مَن سواه هم (كومبارس) وأصحاب أدوار ثانوية، أو مساندة في أحسن الأحوال. المجد للشعب التونسي. ( 2 ) أثبت الشعب التونسي أن المستقبل للشعوب. وأثبت الشعب التونسي أن المستقبل لا يأتي إلاّ إذا صنعته الشعوب. المستقبل يمنح نفسه، ويكشف أرقام وحروف (الكود) السري الخاص به، فقط للشعوب القادرة على صناعة مستقبلها بيديها. ليس هناك مستقبل بدون مهر، وليس هناك مهر بدون شعب، وليس هناك شعب بلا إرادة حرة. المجد للحرية. ( 3 ) أثبت الشعب التونسي كذب الشائعات التي يروّجها الصهاينة، والإمبرياليون، والمستبدون، والتي تفيد بأن الإرادة العربية مشلولة، وأن الشارع العربي عاجز، وأن شعوب المنطقة لا تعرف كيفية مغادرة خانة الكلام إلى خانة الفعل والحركة. هل للشعوب العربية بعد كل ما رأته وسمعته من وعن تونس، أن تتوقف ولو قليلاً عن ممارسة هواية جلد الذات؟! هل للشعوب العربية أن تتعلم من التوانسة أنها لا تختلف عن بقية شعوب العالم، وأنها لا تعاني من وجود عيوب جينية، أو تشوهات خلقية تقف وراء كل معاناتها وتخلفها وبؤسها؟ المجد للتوانسة. ( 4 ) أثبت الشعب التونسي كذب المقولة الشهيرة: البقاء للأقوى. الشعب التونسي قلب المعادلة السائدة في كثير من الدول، وصححها، وأعاد صياغتها من جديد، لتصبح: البقاء للأصلح. إنها الحقيقة التي تعيد فرض نفسها مهما فرض الأمر الواقع نفسه بقوة الأمر الواقع. المجد للحقيقة. ( 5 ) كما أن الماء قد يكون سببًا في الغرق، وبالتالي الموت، فإن النار قد تكون سببًا في إعادة الحياة للملايين الذين سلبت حقوقهم في الحياة بكرامة. والمجد للشعب التونسي.