• أسألُ نفسي كثيرًا عن المسافة التي تفصلنا عمّا نشتهي، وخروج منتخبنا هكذا ببساطة، وكأن شيئًا لم يكن، ربما هناك أسباب غير تلك التي ألغت عقد المدرب في اللحظة الحاسمة، مع أن دورة آسيا لم تأتِ فجأة، لكي تضعنا في حكاية التغيير الفجائي، وقرار التخلّص من المدرب، لكن فيما يبدو أن هناك حكايات ما تختبئ في صدور اللاعبين، ودهاليز السادة المسؤولين عن إعداد المنتخب غير المُعَد أصلاً للقيام بالمهمة!! وهي قضيتنا مع الحياة كلها، والتي غالبًا ما نخضعها لمزاجيتنا، مُتناسين أن الحاضر يعتمد على التخطيط، ويكره العشوائية المُربكة، ومَن يُصدِّق أن أبطال آسيا يعودون مُبكِّرًا حاملين معهم لقب أول فريق يغادر البطولة بدون حسابات؟! مع أنني أؤمن بالهزيمة ودورها في النجاح، خاصة حين نتعامل معها بهدف التطوير والاستفادة منها في الآتي، لبناء منتخب قوي يلعب بمهارة، وينافس على البطولة، ويُشرِّف الوطن بدلاً من تلك الفضيحة التي أيدت رأيي، وكل ما قلته عن أن علاقة اللاعبين هنا بالاحتراف هي علاقة مادية بحتة، أفسدت الحس الوطني، وأوهمتهم بالنجومية الخاطئة. • مسكين ناصر الجوهر، هذا المواطن الذي قام بدور مدرب طوارئ، وذهب وفي ذهنه أمل كبير، ليعود وفي ذاكرته فاجعة، وبرغم أن الضحية كان المدرب، إلاّ أنني أرى أن القضية كانت قضية إدارية متمثلة في عشوائية مربكة، ومحبطة للطموح، وقاتله للعزيمة، والتي ربما يكون المدرب أحد أهم أسبابها، وربما أكون أنا، أو يكون جاري الذي علاقته بالكرة علاقة قاطع رحم، وربما للعاطفة دور في اختيار لاعبين ليسوا على مستوى المسؤولية، وربما يكون أهم الأسباب هم اللاعبين أنفسهم، الذين يخلصون لجيوبهم ونواديهم أكثر من إخلاصهم للمنتخب، والذي نرجوه من إدارة المنتخب هو احترام مشاعرنا كمواطنين يهمهم فوز الوطن، وأن تجتهد في أن تختار للمنتخب اللاعب المخلص، والمدرب الماهر الذي يعرفه العالم من خلال إنجازاته، بدلاً من المغامرة بمشاعرنا، لأننا ببساطة لا نريد تليفونات عملة تتحرك بمجرد وضع النقود في خزانتها، وتنتهي الحركة تمامًا بعد توقف تغذيتها بالعملة، وليكن الاختيار من أي بقعة في الوطن، من حارة، أو نادٍ، أو جزيرة نائية، بشرط أن يكون مواطنًا يلعب من أجل العَلَم، ويهمه فوز الوطن..! • خاتمة الهمزة.. رُبّ ضارةٍ نافعة، وعلينا أن نتعامل مع الهزائم بروح رياضية لكي نتجاوز الأزمة، لنصنع بالعلم وبالعقل والحكمة جيلاً قادرًا على تحمّل المسؤولية، وتمثيل الوطن بروح مواطن يعرف قيمة النصر للوطن لا أكثر، هذه خاتمتي.. ودمتم.