يجد منتخب الامارات لكرة القدم نفسه أمام موقف صعب جدا امام نظيره الايراني اليوم الاربعاء في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة الرابعة لكأس اسيا الخامسة عشرة في كرة القدم بالدوحة. ويلعب العراق حامل اللقب مع كوريا الشمالية ضمن المجموعة ذاتها ايضا. تتصدر ايران ترتيب المجموعة برصيد ست نقاط من فوزين على العراق 2-1 وكوريا الشمالية 1-صفر، امام العراق وله ثلاث نقاط من فوز على الامارات 1-صفر، وتملك كل من الامارات كوريا الشمالية نقطة واحدة. وكان منتخب ايران اول المتأهلين الى ربع نهائي البطولة بعد ان جمع العلامة كاملة في الجولتين الاوليين، وقد ضمن ايضا صدارة المجموعة لان المنتخب العراقي هو الوحيد الذي يستطيع ان يجمع ست نقاط، لكنه خسر امام ايران.يذكر ان صاحب المركز صاحب المركز الاول في المجموعة الرابعة سيواجه في ربع النهائي ثاني المجموعة الثالثة (كوريا الجنوبية واستراليا والبحرين)، في حين يلعب صاحب المركز الثاني فيها مع متصدر المجموعة الثالثة. لا بديل للامارات عن الفوز بفارق مريح من الاهداف شرط خسارة العراق امام كوريا الشمالية اذ سيتعادل مع الاخيرة في هذه الحال برصيد اربع نقاط لكل منهما وسيتم اللجوء الى فارق الاهداف بعد انتهاء مباراتهما معا بتعادل سلبي. وكان منتخب الامارات في طريقه الى تعادل سلبي ايضا مع العراق يبقي حظوظه قوية لامكان حجز احدى بطاقتي المجموعة في الجولة الثالثة، لكن هدفا قاتلا في الثواني الاخيرة سجله المدافع وليد عباس خطأ في مرمى "الابيض" قلب الامور رأسا على عقب، فعقد مهمة الامارات في التأهل وجعله اقرب الى العراق الذي كان في طريقه الى فقدان لقبه بنسبة كبيرة. وجاء الهدف عندما مرر المهاجم العراقي يونس محمود كرة من الجهة اليمنى من مسافة قريبة حاول وليد عباس تشتيتها لكنه تابعها داخل مرمى الحارس ماجد ناصر عن طريق الخطأ. تلازم منتخب الامارات مشكلة العقم الهجومي حيث فشل اسماعيل مطر واحمد خليل في هزّ الشباك حتى الان، وهو ما كان يعاني منه "الابيض" منذ فترة الى درجة دفعت المدرب السلوفيني سريتشكو كاتانيتش الى القول بوضوح "نعاني من مشكلة تهديفية، لكنني لا استطيع ان اغير الكثير الان اثناء البطولة وآمل فقط ان ينجح المهاجمون في التسجيل". لا بديل لكاتانيتش عن اسلوب هجومي امام ايران منذ البداية لان الفوز بعدد من الاهداف هو الحل الوحيد امام فريقه لابقاء فرصته قائمة في الاستمرار بالبطولة، وهو يدرك في الوقت ذاته ان كشف خطوطه امام منتخب متمكن مثل المنتخب الايراني سيؤدي الى تعقيد الامور. جاء منتخب الامارات الى الدوحة بآمال عريضة في الوصول الى ابعد مرحلة ممكنة من البطولة بوجود جيل من الشباب تعول عليهم الامارات كثيرا في التصفيات المؤهلة الى اولمبياد لندن 2012 ومونديال البرازيل 2014. الامال الاماراتية بلاعبيها الشباب ازدادت بعد النجاحات التي حققها منتخب الشباب في كأس اسيا وكأس العالم والمنتخب الاولمبي بفوزه ببطولة الخليج الاولمبية ووصوله الى المباراة النهائية لمسابقة كرة القدم في دورة الالعاب لاسيوية في غوانغجو الصينية قبل ان يخسر بصعوبة امام اليابان صفر-1. شكل كاتانيتش منتخبا مؤلفا من لاعبي الاولمبي والمنتخب الاول الذي حقق نتيجة جيدة ايضا ببلوغه نصف نهائي "خليجي 20" في اليمن قبل ان يخسر امام السعودية صفر-1، فكانت الامال كبيرة في البطولة الاسيوية. وتبقى افضل نتيجة لمنتخب الامارات في نهائيات كأس آسيا وصوله الى المباراة النهائية في النسخة التي اقيمت في ابوظبي عام 1996 قبل ان يخسر امام نظيره السعودي بركلات الترجيح 2-4 بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي صفر-صفر.لكن منتخب الامارات سيصطدم غدا بنظيره الايراني الباحث عن لقب ما يزال يبحث عنه منذ 1976، اذ انه فشل من حينها حتى في الوصول الى المباراة النهائية. وكانت ايران تسيدت القارة الاسيوية في ثلاث بطولات متتالية اعوام 1964 و1968 و1972. المنتخب العراقي حامل اللقب يدخل مباراته ضد كوريا الشمالية وهو في وضع جيد للتأهل ذلك لان التعادل يكفيه بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية بين الاماراتوايران. وكان المنتخب العراقي استهل مشواره في البطولة بالخسارة امام ايران 2-1 بعد ان تقدم عليها 1-صفر، ثم انتظر الوقت بدل الضائع ليحقق فوزا بالغ الصعوبة على نظيره الاماراتي بهدف من نيران صديقة سجله مدافع الاخيرة وليد عباس خطأ في مرمى فريقه. وتبع الفوز احتفالات صاخبة في شوارع المدن العراقية على غرار ما حصل عندما توج المنتخب باللقب القاري قبل اربع سنوات ضاربا عرض الحائط بجميع التوقعات. وأهدى لاعب وسط منتخب العراق نشأت اكرم الفوز للشعب العراقي بقوله "انا فخور بالفوز لانني احب بلادي وساهمت في اعادة السعادة الى وجوه الشعب العراقي باكمله الذي آزرنا في المباراة ضد الامارات وكان يطالبنا بالفوز فيها". واضاف "كنا محظوظين في الهدف الذي جاء في وقت متأخر لكن في الوقت ذاته لم نكن محظوظين خلال مجريات المباراة حيث تصدى القائم والعارضة لتسديدتين لنا".