رغم جهود أمانة محافظة جدة لتصريف المستنقعات المائية التي خلفتها أمطار يوم الجمعة الماضي، وتواصل عمليات الرش والنظافة في الأماكن الأكثر تضررًا بمساندة واضحة من وزارتي الزراعة والصحة، فإن المخاوف من عودة حمى الضنك لا تزال هاجس الكثيرين من السكان، وهي هواجس لها ما يبررها في بقاء هذه المستنقعات لأكثر من ثلاثة أيام، وتكاثر البعوض والحشرات حول النفايات المتراكمة، إضافة إلى اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الأمطار وتكوُن الطحالب والطفيليات فيها. “المدينة” ترصد معاناة السكان. “المدينة” قامت بجولة ميدانية على عدد من احياء جنوبجدة ورصدت واقع الحال من مستنقعات المياه الراكدة وتواجد البعوض والحشرات حولها، والتقت عددًا من السكان الذين عبروا عن معاناتهم في ظل هذا الواقع. وليد عبدالعزيز من سكان حي الكندرة يقول: مخاوفنا كبيرة من تفشي حمى الضنك بسبب المستنقعات المائية التي هي خليط من مياه الأمطار والصرف الصحي، وأنا أقوم يوميًا برش المنزل بالمبيدات الحشرية بهدف التخلص من البعوض المنتشر بكثرة ولكن دون جدوى. ويضيف عبدالله الذيابي من حي الجامعة: رغم ما تقوم به الأمانة من جهود لمكافحة الحشرات والتخلص من المستنقعات، فإن البعوض الناقل للأمراض لا يسلم منه كل من يمر بجوار مستنقع أو حاوية للنفايات ناهيك عن حال السكان المجاورين. وطالب بضرورة تعاون الجميع من أجل التخلص من البعوض ومحاربة حمى الضنك. ويرى هاني عبدالله من حي بني مالك أن من أسباب انتشار البعوض اختلاط مياه الأمطار مع مياه الصرف الصحي مكونة بحيرات راكدة تنمو فيها الطحالب والطفيليات وينتشر حولها البعوض والحشرات، خاصة في اماكن تجمع النفايات. “الأمانة”: باشرنا أعمال الرش من جهته أوضح المركز الاعلامي لأمانة محافظة جدة أن فرق المكافحة الحشرية التابعة للأمانة تباشر أعمالها في رش أماكن تجمعات المياه، فيما يجري حصر المواقع والمستنقعات الكبرى، مع التركيز على المواقع التي يحتمل أن تتسبب في إصابات بمرض حمى الضنك، وذلك بمعاونة من وزارتي الزراعة والصحة تنفيذًا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة. وبين أن الأمانة قامة بتوفير أربع سيارات ضغط عالي، سبع سيارات ضباب محمول على سيارة، 230جهازًا ضبابيًا، و250 أسطوانة رش من قبل إدارة الأزمات، وبلغ عدد السيارات التابعة للإدارة 129سيارة، بالإضافة إلى تواجد 506 فنيين ميدانيين، و60 فنيًا للبلاغات يعملون بالتعاون مع وزارتي الصحة والزراعة في أعمال الرش والمكافحة. يأتي ذلك في الوقت الذي تباشر فيه فرق المكافحة الحشرية التابعة لأمانة جدة أعمالها في رش مواقع تجمعات مياه الأمطار التي هطلت على المدينة، وتنقسم أعمالها ما بين رش بالضغط العالي الرزاز، والضباب، والعمالة الميدانية وفرق المكافحة المنزلية، التي جرى توزيعها على مختلف المواقع المستهدفة. وبين أنه يتم القيام بأعمال الرش خلال الفترتين الصباحية والمسائية، وجرى توزيع 42سيارات الرش بين مختلف أنحاء جدة في الشمال (42)، الشرق (28)، الوسط (14)، والجنوب (12) للقيام برش مواقع تجمعات مياه الأمطار، مستخدمة مبيدات مكافحة آفات الصحة العامة، فيما قامت فرق المراقبة برش تجمعات مياه الأمطار في أكثر من 290موقعًا في البلديات الفرعية.