طمأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الجميع على صحته وقال إنه بخير وسيعود بمشيئة الله قريباً إلى المملكة حيث يكون بين أهله وأبنائه وشعبه. وعبر المليك عن شكره وتقديره للدعوات المخلصة له بالشفاء من أبنائه المواطنين وإخوانه في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعالمين العربي والإسلامي وعلى ما عبّر عنه كل من سأل عنه من مشاعر مؤكداً أنه لن ينسى تلك الدعوات المخلصة والمشاعر الصادقة. وقال الملك عبد الله: إن النقاهة بالنسبة لي هي متعة العمل فنحن نحمل أمانة والوقت يدهمنا وهو لا يرحم والعمل بالنسبة لي راحة خصوصاً العمل من أجل من حمّلوني هذه المسؤولية الوطنية الكبيرة. واضاف ان المملكة تسعى من خلال الميزانيات اللافتة للنظر إلى معالجة أي قصور في مرافقنا الاقتصادية أو الاجتماعية. وقال: «شعبنا سينال خير بلاده حتى يتمتع بثروتها، وتتمتع الأجيال القادمة بها أيضا، وترى آثار النعمة على بلدها» وأكد خادم الحرمين أنه أمر بإنجاز مشاريع ذات بنية اجتماعية وبسرعة حتى يستطيع الجميع الاستفادة منها وبأسرع وقت. وقال: «أريد لأجيال الحاضر ومعهم شباب المستقبل أن يتمتعوا بنمو اقتصادي واجتماعي متاح ومزدهر». جاء ذلك في حديث لخادم الحرمين الشريفين لصحيفة السياسة الكويتية أجراه رئيس التحرير أحمد الجارالله ونشرته في عددها الصادر أمس وفيما يلي نص الحديث: مشاعر صادقة في الخليج سؤال: سيدي خادم الحرمين الشريفين أرفع إلى مقامكم السامي أصدق عواطف أبنائكم في دول مجلس التعاون كافة، وارتياحهم لرؤيتكم تستقبلون قادة العالم بعد تماثلكم للشفاء، إنهم يهنئونكم بحب كبير على الصحة التي ترفلون بثوبها الآن بعد العارض الصحي الذي ألمّ بكم، وسبّب لهم الكدر. جواب: هذا ليس مستغربا على شعوب تجمعنا بهم أواصر المحبة والعلاقات الأخوية الضاربة في التاريخ. أخ أحمد بلّغ إخواني وأهلي في دول مجلس التعاون كافة إنني شاكر ومقدر ومثمّن لهم هذا الحب الكبير، فنحن قطعة من هذا الخليج، وهويتنا واحدة وأهله أهلنا وشعبه شعبنا، ولا غرابة في ما أبدوه من مشاعر صادقة ومحبة كبيرة غمروني بها، ويعلم الله إنهم في بؤبؤ العين، بل إن المشاعر الصادقة غمرتني ليس فقط من دول مجلس التعاون، بل من العالمين العربي والإسلامي، وهي مشاعر جياشة شعرت بها وأثمّنها، وكانت مصدر راحة لي، والله عز وجل لن يضيع أجر من أحسن عملا، وأتوجّه إلى الخالق بدعائي أن يديم عزّ هذه العلاقات الأخوية مع شعوبنا في مجلس التعاون، ولعل الله يلطف بنا ويديم الاستقرار والسكينة والأمن في بلادنا، نحن نحمده دائما على ما أفاء به علينا من الخيرات. إنني أقول لكل أبنائنا في دول مجلس التعاون الخليجي وكل من تابع أخبارنا وحمل إلينا مشاعر الود والإخاء في عالمينا العربي والإسلامي، أقول لهم ما قلته لشعبنا في السعودية، وهو : إنني بخير ما دمتم أنتم بخير. النقاهة متعة .. والعمل راحة سؤال: سيدي خادم الحرمين إن أبناءك في مجلس التعاون يرون في استقبالاتكم المبكرة ومتابعتكم لشؤون بلدكم وعالمكم ما قد يكون مرهقا، لا سيما أنكم لا زلتم في مرحلة النقاهة. جواب: النقاهة بالنسبة لي هي متعة العمل، فنحن نحمل أمانة، والوقت يداهمنا وهو لا يرحم، والعمل بالنسبة لي راحة، أعان الله كل من هو في موقع المسؤولية. أخ أحمد، أجد في العمل راحة متناهية، وخصوصا العمل من أجل من حمّلوني هذه المسؤولية الوطنية الكبيرة. أحمد الله أنني بخير وما أؤديه من نشاط معلن وغير معلن لا ضرر منه ولن يكون مؤثرا على فترة النقاهة، ونحمد الله على كل شيء، ولا يحمد على مكروه إلا الله جل جلاله. سؤال: سيدي خادم الحرمين، لكنهم يقولون، أقصد الذين يتابعون نشاطك، أن النقاهة مفروضة عليكم من الأطباء ولا يريدون لهذا النشاط أن يؤثر، لا سمح الله، عليكم أو أن يكون معيقًا لمرحلة النقاهة. جواب: كما قلت لك سابقا إن العمل بالنسبة لي جالب للصحة، ونحن نحمل أمانة سنسأل عنها. ومرة أخرى أقول لك بلّغ كل الذين سألوا عني أنني تابعت عن كثب سؤالهم عني ومشاعرهم النبيلة، وأقدر حرصهم الكبير علي، والحمد لله أنا بخير، وما يتابعونه من نشاط لي، أكان نشاطا سعوديا أو عربيا أو دوليا فهو مصدر راحة لي لأنه جالب للصحة. أريد أن أطمئن الجميع إلى أنني بخير، وسأعود قريبا، بل قريبا جدا بمشيئة الله تعالى إلى المملكة حتى أكون بين أهلي وأبنائي وشعبي وإخوتي في الخليج، ولن أنسى دعواتهم المخلصة لي بالشفاء، ومشاعرهم الصادقة التي لا أبغي غيرها فهي تعبّر عن حقيقة الروابط التاريخية بيننا، فنحن وأبناء دول مجلس التعاون في مركب واحد، ونبتهل إلى الله عز وجل أن يبعد عن هذه المنطقة كل ما يكدر الخاطر ويؤذي النفس. أثمّن مشاعرهم بعميق التقدير سؤال: سيدي خادم الحرمين لقد نقلت إليكم مشاعر الذين كدّرهم ذلك العارض الصحي، ولم ينته كَدرُهم إلا حين شاهدوكم ترفلون بثوب الصحة والعافية عبر لقاءاتكم الرسمية لقد بعثت صور هذه اللقاءات الراحة في نفوسهم. جواب: أعرف ذلك وكما قلت لقد عايشت كل ذلك، سواء أكان من إخواننا الحكام والقادة في دول مجلس التعاون أو من قادة العالم عربا ومسلمين، وللجميع أوجه مرة أخرى شكري وتقديري، وأعيد وأكرر: إنني أثمّن لهم هذه المشاعر بعميق التقدير. سؤال: سيدي خادم الحرمين أرفع أيضاً إلى مقامكم أن الأوساط الاقتصادية، أكانت سعودية أو خليجية أو عربية وعالمية أنها تابعت وبإكبار وتقدير فلسفة الموازنة العامة السعودية الأخيرة وأرقامها، فإلى أين كل هذا الإنفاق الضخم؟. جواب: نحن دولة بارك الله في خيرها وأكثره، وهي بركة الحرمين الشريفين اللذين شرفنا الله مع شعبنا بخدمتهما، فهي أرض الرسالات والخير كثير فيها ولا نحتاج إلى الحديث عنه، والميزانية ذات أرقام مدروسة، وفلسفتها الغاية منها تحسين وتطوير البنية التحتية الاجتماعية إلى جانب البنية التحتية للوطن السعودي كله، علاوة على الاهتمام بالمسار الاقتصادي وتطويره ككل، وتطوير الصناعة لأننا نريد ناتجاً وطنيا متنوعا في السنوات المقبلة يكون رديفا لموارد الإنتاج النفطي ومردوده. إن الميزانية مدروسة بشكل حصيف، وأبواب الإنفاق فيها معروفة والمردود أيضا، وأعيد القول إن بلادنا بلاد خير، ولن تقل الميزانيات في السنوات المقبلة عن ميزانية هذا العام، بل ستزيد وتزيد، ولذلك نقول قليل من الصبر وكثير من الشكر لله الذي أنعم على بلادنا بهذه النعمة، فالكل سينال فرصته بمشيئة الله. نحن نسعى من خلال الميزانيات اللافتة للنظر هذه إلى معالجة أي قصور في مرافقنا الاقتصادية أو الاجتماعية لم يصل إلى أسماعنا في الماضي، أو لم يكن تحت نظرنا، وشعبنا سينال خير بلاده حتى يتمتع بثروتها، وتتمتع الأجيال القادمة بها أيضا، وترى آثار النعمة على بلدها، وبهذه المناسبة أقول لك إنني أمرت بإنجاز مشاريع ذات بنية اجتماعية وبسرعة حتى يستطيع الجميع الاستفادة منها وبأسرع وقت. أريد لأجيال الحاضر ومعهم شباب المستقبل أن يتمتعوا بنمو اقتصادي واجتماعي متاح ومزدهر. سؤال: سيدي خادم الحرمين دعني أرفع إلى مقامكم السامي أن الذين سيقرأون مشاعركم هذه سيسعدهم كثيرا أنكم كنتم تتابعون استفساراتهم ومشاعرهم حيالكم، وأقصد هنا أبناء دول مجلس التعاون وعالمنا العربي والإسلامي. جواب: وأنا أسعد الناس بهذه المشاعر، وأدعو الله ألا يصيب أحدهم أي مكروه، وأتمنى لهم أن يرفلوا دائما بأثواب الصحة والعافية، وكما قلت لك مقدّر ومثمّن ذلك كله وأشكرهم على ما يكنونه من مشاعر صادقة ومحبة كبيرة.