أشارت صحيفة إندبندنت البريطانية في عددها الصادر يوم الثلاثاء 4 يناير 2011م إلى ارتفاع معدلات دخول البريطانيين في الإسلام، رغم الدعاية السلبية التي تمارس ضده في كثير من وسائل الإعلام البريطانية. وتؤكد الصحيفة أن عدد البريطانيين الذين اختاروا الإسلام دينًا لهم قد تضاعف خلال السنوات العشر الماضية. وأكدت دراسة أعدتها مؤسسة أبحاث بريطانية تدعي (فيث ماترز) أن اللافت في الأمر أن الشعب البريطاني لم يتأثر بما تبثه كثير من وسائل الإعلام البريطانية من صور سلبية عن الإسلام والمسلمين، والترويج لما يسمى ب "الإسلام العنيف" ورمي المسلمين بالتطرف والإرهاب. وأشارت الدراسة إلى عدم وجود بيانات إحصائية دقيقة توضح عدد الذين اعتنقوا الإسلام حديثًا ولا تفرق بين من وُلد مسلمًا ومن اعتنق الإسلام باختياره. ورغم أن الإحصاءات السابقة تشير إلى أن عدد البريطانيين الذين دخلوا الإسلام باختيارهم يتراوح ما بين 14 - 25 ألفًا، إلا أن الدراسة الحديثة تؤكد ارتفاع الرقم إلى 100 ألف وأن هناك خمسة آلاف بريطاني يدخلون الإسلام سنويًا. واستشهدت الصحيفة بشهادات لبعض من اعتنقوا الإسلام مؤخرًا وصفوا فيها التغير الذي طرأ على حياتهم والدوافع التي تقف وراء اتخاذهم هذا القرار، حيث أشار بعضهم إلى أنه اكتشف الإسلام بعد زيارته لأحد البلدان الإسلامية كما أشار بعضهم إلى تأثره بأصدقاء الدراسة من المسلمين، حيث تأكدوا من أنه الدين الصحيح الذي يتوافق مع الفطرة ولا يتصادم معها. وكانت دراسة سابقة أعدتها نفس الصحيفة قد أشارت إلى أن معظم البريطانيين الذين يعتنقون الإسلام هم من النساء، وأنهن يتزوجن من مهاجرين مسلمين، وأن حياتهن تشهد تغيرًا ملحوظًا، حيث تنتهي منها كل مظاهر الصخب ويعشن كما لو أنهن ولدن مسلمات، ويقمن بتعديل أسمائهن إلى أسماء إسلامية، ويحرصن على ارتداء الحجاب. والأمر اللافت الذي أشارت إليه الصحيفة هو أن أغلب هؤلاء المهتديات من ذوات الشهادات العلمية الرفيعة. وتركز الصحيفة على المفارقة بين تزايد الهجمة على الإسلام في بريطانيا وبين تزايد إقبال الناس على اعتناقه، مشيرة إلى إلقاء القبض على كثير من المسلمين في بريطانيا بتهم تتعلق بالإرهاب، موضحة أن الهجمات التي شهدها مترو الأنفاق، وارتباط بعض البريطانيين المسلمين من ذوي الأصول الشرقية كان مادة دسمة لمعظم الصحف ووسائل الإعلام البريطانية، حيث وجد البعض فرصته للنيل من الإسلام وتوجيه سهام النقد له، لا سيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م التي شهدتها الولاياتالمتحدة وما تبعها من تداعيات، حيث كان البعض يعتقد أن تلك الأحداث هي بداية النهاية للوجود الإسلامي في الدول الغربية. لكن كل ذلك لم يغير من الأمر شيئًا واستمرت الزيادة في أعداد المهتدين للإسلام، بل زادت على ما هي عليه. ويشير مدير مؤسسة فيث ماترز فياض موجهال إلى أن الوصول إلى أرقام موثوقة بعدد البريطانيين الذين دخلوا الغسلام حديثًا هو أمر في غاية الصعوبة نسبة لغياب الإحصاءات الحكومية الرسمية، إلا أنه يؤكد في الوقت ذاته أن ما توصلت إليه دراسته هو أفضل ما يمكن الوصول إليه، حيث تم استخدام بيانات الإحصاء السكاني وبيانات السلطات المحلية، كما تمت الاستعانة بأئمة المساجد التي تعلن إسلام هؤلاء المهتدين.