كشفت مباريات الجولة الأولى من كأس آسيا في الدوحة تراجعا ملحوظا في مستويات المنتخبات الخليجية التي خرجت منها بخفي حنين باستثناء نقطة يتيمة انتزعتها الإمارات من كوريا الشمالية. ليست النتائج الكارثية هي العنوان الأبرز بعد هذه الجولة، بل فارق المستوى بين منتخبات شرق آسيا والمنتخبات الخليجية الذي بدأ كبيرًا جدًا. رسوب (العنابي) البداية كانت مع المنتخب القطري المضيف الذي أعلن المسؤولون عنه أن الهدف هو الوصول إلى الدور نصف النهائي على الأقل، لكنه سقط في الامتحان الأول أمام نظيره الاوزبكي بهدفين في مباراة الافتتاح التي لم يقدم فيها شيئا يذكر، لا بل أن رئيس الاتحاد القطري الشيخ حمد بن خليفة اعتبر أنه قدم أحد اسوأ مستوياته من فترة طويلة. (الأزرق) منخفض جاءت المباراة الثانية لأحد ممثلي الخليج ضمن المجموعة الأولى أيضا حين التقى منتخب الكويت بطل «خليجي 20» مع نظيره الصيني. المحصلة أن الكويت خسرت بهدفين نظيفين أيضا، لكن المباراة شهدت أخطاء تحكيمية فادحة من قبل الحكم الاسترالي بنجامين وليامس، كما أن «الأزرق» لعب نحو ساعة بعشرة لاعبين بعد طرد المدافع مساعد ندا بعد أن ركل لاعبا صينيا من دون مبرر، علما بأنهما كانا واقعين أرضا. الأخطاء لا تحجب انخفاض مستوى منتخب الكويت في هذه المباراة فكان بعيدا شيئا ما عن التألق الذي بدأ عليه في كأس الخليج. الأخضر و(سيناريو) لبنان النتيجتان الكارثيتان خليجيا في اليوم الأول انعكستا على الثاني الذي شهد «خضة» سعودية كبرى بخسارة مفاجئة أمام سوريا 1-2 أدت إلى إقالة المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو وإسناد المهمة إلى مدرب الطوارئ الموجود في الدوحة ناصر الجوهر. ويعتبر المنتخب السعودي، الوحيد الذي خاض ست مباريات نهائية في القارة الآسيوية في سبع مشاركات فقط حتى الآن، بدأ كمن يشارك في البطولة لاكتساب الخبرة من الآخرين ولم يتصرف بروحية البطل الذي تسيد القارة لسنوات. صحيح أن «الأخضر» كان الأكثر سيطرة على الكرة أمام سوريا، لكنه كان بلا هوية كروية واضحة على أرض الملعب، وهو ما لا يتناسب مع تاريخه العريق. يبقى أن نرى ردة فعل المنتخب السعودي في المباراتين المقبلتين أمام الأردن واليابان، خصوصًا أن تجربة الصدمة الايجابية لتغيير المدرب أثمرت في لبنان حين حل الجوهر بالذات بدلًا من التشيكي ميلان ماتشالا عقب الخسارة الثقيلة أمام اليابان 1-4، فقاده إلى النهائي ليخسر أمامه مجددًا بهدف للاشيء. البحريني ضحية الإصابات سقط المنتخب البحريني في مباراته الأولى أمام نظيره الكوري الجنوبي المنظم والقوي 1-2، ولديه مباراة سهلة مع الهند في الجولة الثانية قبل مواجهة استراليا في الثالثة. ضربت منتخب البحرين أيضا مشكلة الإصابات فيغيب الحارس محمد سيد جعفر وصانع الألعاب محمد سالمين عن البطولة، ولم تكتمل جاهزية الجناح الأيسر السريع سلمان عيسى ففضل المدرب سلمان شريدة الاحتفاظ به للمباراة الثانية. تعادل بطعم الهزيمة «الأبيض» الإماراتي، الذي ينتظر الجميع مشاركته لمتابعة نجومه الشباب الذين حققوا انجازات رائعة مع منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي، هو الوحيد من المنتخبات الخليجية الذي لم يخسر في الجولة الأولى، فخرج متعادلا مع كوريا الشمالية سلبا ضمن منافسات المجموعة الرابعة، بل كان الأفضل على مدار الشوطين والأقرب إلى الفوز . (أسود) بلا أنياب منتخب العراق حامل اللقب سقط في المطب الأول أمام جاره الإيراني 1-2 في مباراة جيدة المستوى لكن لم يقدم فيها أسود الرافدين ما يضعهم في مصاف المنتخبات المرشحة بقوة لإحراز اللقب. العراق كان توج بطلًا لآسيا للمرة الأولى في تاريخه بفوزه على السعودية في نهائي النسخة الماضية بهدف لمهاجمه يونس محمود.