يومًا كنت أعبر من خلال جازان إلى مدينة جدة قادما من جزيرة فرسان طفلا في يده لا شيء سوى العدم وبساطة القرية وكنت أراها لا تحمل من المدنية سوى اسمها يوم كانت كومة قش وأشلاء مبانٍ مرصوصة بطريقة عشوائية ولسوق الخضار فيها وفوضوية الباعة وأهازيجهم تلك التي كانت تنداح في ترائب المكان وتملؤه ضجيجا صورة رائعة يوم كانوا كلهم يغنون معا (بريالين بريالين يا عيني بريالين يا سيدي بريالين) وللماضي المحزون في ذاكرتي حكايات، الماضي الذي يختلف عن اليوم هذا الذي يحملها ويحلق بها وهي تتهيأ للفرح، كما تتهيأ للعرس عاشقة، جازان الأرض التي تعبت كثيرا وعاشت سنين الهم والحزن واليأس في حياة مشوهة يوم كانت تلبس الوجع والتخلف، يوم كانت تموت في صمتها المريب وكان أهلها البسطاء لا حول لهم ولا حيلة في يدهم سوى أن يحملوا معها الهموم ويحلمون بالنهوض. وكانت الفرحة التاريخية تلك التي أهدت إليها الفارس الذي قبل التحدي وحول اليأس إلى بهجة مرسومة على وجهها بيمين تكره العبث وتعشق المنجزات وبالأمس هاتفني المسؤول عن الشؤون الإعلامية بإمارة منطقة جازان الأستاذ ياسين القاسم طالبا مني أن أكون معهم لمشاهدة ما تحقق في يوم هو مختلف ليس إلا لأنه أهدى لجازان مشاريع سكنية ضمن مشروع إسكان النازحين بمليارات الريالات والتي جاءت بناء على أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رده الله سالما معافى ليقف عليها سمو الأمير محمد بن ناصر ويطلع على سير العمل فيها والتي كانت في كل من روان التابعة لمحافظة العارضة وعدد الفلل ( 1063) فيلا سيتم تسليم (500) وحدة منها بعد اثنى عشر شهرا وعدد (2249) فيلا بالحصمة التابعة لمحافظة أحد المسارحة والتي سيتم تسليم (507) وحدات منها في شهر ذي القعدة القادم، فليهنأ البسطاء في جازان وفي كل مكان بالحياة الكريمة وبكل الحب أبارك لأهلي ما تحقق وسيتحقق على يد أميرها المحسن وسيرى العالم جازان المدينة الناهضة وجازان الفرح وجازان التاريخ وجازان الشموخ ومن حقي أن أفرح وأنثر مباركتي لها وأهلها الطيبين المتميزين في كل شيء ولكل المخلصين من رجال الأعمال أقول آن لكم اليوم مد أيديكم لتسهموا في تنمية جازان وصناعة السياحة الداخلية التي ستجد المناخ المناسب ولن تجد أجمل من جازان ولا أعذب منها أبدا. خاتمة الهمزة.. يا سمو الأمير بتعبكم وبحكمتكم وإصراركم ولدت جازان الحاضر، لكم مني تحية وقبلة بحجم الأرض وللزميل الأستاذ ياسين القاسم المسؤول عن الشؤون الإعلامية بإمارة المنطقة مني جميل الود على ما يقدمه من حب لأرضه جازان وأمه التي صنعت منه اسما جميلا وروحا نبيلة وهي خاتمتي ودمتم.