يعتبر الراحل حامد حسين دمنهوري (1340 - 1385ه) من أهم أدباء المملكة العربية السعودية وفي طليعة روادها الذين تسلحوا بالعلم ونهلوا من معين المعرفة.. ورغم مسؤولياته العملية العديدة التي تقلدها في حياته، والوظائف الحكومية التي ارتبط بها، كانت له أيضًا مواهب متعددة في الفكر والأدب والثقافة.. وكان لتخصّصه في اللغة العربية دور بارز في مسيرته الإبداعية، ولعبت ثقافته العالية التي اكتسبها من موهبة أصيلة تمتّع بها وتطورت ونمت من خلال القراءة والاطلاع، بالإضافة إلى إتقانه اللغة الإنجليزية، في تحقيق الأثر الكبير في مشواره مع الأدب والثقافة والفنون.. وقد أحدثت روايته الأولى “ثمن التضحية” التي صدرت في عام 1378ه/ 1959م، نقلة كبرى في تاريخ الفن القصصي بالمملكة، فهي أول رواية فنية في المملكة العربية السعودية بمعناها الصحيح، وذاع صيتها بشكل كبير -داخليًّا وخارجيًّا-، فتُرجمت إلى عدة لغات كالإنجليزية والألمانية والروسية.. وفي عام 1383ه/ 1963م صدرت روايته الثانية “ومرّت الأيام”، وبعد بضعة أشهر كتب قصته القصيرة “كل شيء هادئ”.. ولقد تحدث الكثير من النّقاد عن الدور الريادي للراحل حامد دمنهوري في الفن القصصي في المملكة، وأشادوا بما قدمه في هذا لمجال، وأعتبروه -بلا منازع- رائد فن الرواية القصصية في المملكة. وصدرت العديد من الكتب والأبحاث والدراسات للعديد من الأكاديميين والمثقفين والتي تناولت الجوانب الأدبية والإبداعية لدى الراحل حامد دمنهوري، ومشيرين إلى ريادته في هذا المجال في الساحة الأدبية الثقافية السعودية منذ تلك السنوات، ومنها كتاب: “ابن الثقافة وأبو الرواية.. حامد دمنهوري” لمؤلفه عبدالله الحيدري. إذن فتاريخ العلاقة التي تربط الراحل حامد دمنهوري بالأدب والثقافة، تاريخ طويل، وحافل، ومتميز، فالراحل من الأدباء الذين شكّل حب الوطن لُحمة أعمالهم الإبداعية.