هكذا هم أوفياء ورحماء فيما بينهم خاصة في المواقف الصعبة، أنهم “أبناء طيبة الطيبة” الذين تفاعلوا مع القصة التي نشرت “المدينة” تفاصيلها الجمعة الماضية للأيتام الأربعة الذين فقدوا والديهم في حادث مروري قبل أربعة أشهر وأصغرهم ابن ثمانية أشهر وأكبرهم أربع سنوات، ومن تلك اللحظة وحتى كتابة هذا التقرير ما زالت الاتصالات تتواصل لتقديم المساعدة ومن بينها عروض لاحتضانهم وتبنيهم وهو الأمر الذي ترفضه جدتهم تمامًا مؤكدة أنهم أمانة في عنقها لا يمكن أن يفرقها عنهم سوى الموت، وقد أوكلت مهمة مساعدة هؤلاء الايتام لإمام وخطيب مسجد القبلتين الشيخ مسعد مساعد الحسيني والذي يشهد له الجميع بالتقوى وحب الخير. كما اقترح بعض المحسنين فتح حساب مستقل لهم لا يمكن التصرف فيه إلا بعد بلوغهم سن الرشد لكي يضمن لهم حياة كريمة وكان من اول المتفاعلين المشرف على مكتب الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالمدينةالمنورة الدكتور محمد سالم العوفي الذي بدا عليه التأثر الواضح أثناء حديثه مع الاطفال الاربعة في منزل جدتهم المستأجر. وابدى عقب انتهاء زيارته لهم شكره الجزيل لصحيفة المدينة على مبادرتها في نشر وضع هؤلاء الأطفال الأيتام واشار إلى أن من أول المبادرين المتصلين الشيخ برجس العتيبي الذى اطلع على وضع الاطفال خلال الزيارة مشيرًا أن فقدان الأب والأم لأطفال في مثل هذه السن أمر مؤلم وشديد الوقع على نفسية هذه البراعم الصغيرة. واضاف أن الجدة امرأة كبيرة في السن فقدت زوجها منذ سنوات ومهما قدمت من رعاية وعناية واهتمام لا تستطيع أن تقوم بها لوحدها وبخاصة الأطفال في هذه السن مضيفًا أنهم في حاجة لرعاية مستمرة من الجوانب كافة حتى المستقبل. وناشد أصحاب القلوب الرحيمة في منطقة المدينةالمنورة والمعروف عنهم بالمبادرات الإنسانية الوقوف مع هؤلاء الأطفال الأربعة وتلمس احتياجاتهم حتى يستطيعوا أن يشقوا طريقهم في الحياة بدون معاناة. واوضح أن مكتب الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تلقى في خلال ثمانية أشهر أكثر من 206قضايا من ضمنها القضايا الأسرية وغيرها من الأعمال التي يعالجها دون إثارة إعلامية حرصًا على أسرار الأسر. كما التقت المدينة برجل الاعمال برجس العتيبي الذي حرص على الحضور مع الدكتور محمد العوفي إلا أنه لم يتمالك نفسه عندما ناداه أحد الأبناء بلقب بابا ليجهش بالبكاء في منظر محزن أبكى جميع الحضور وقال: لا يوجد شيء أضيفه على ماقاله الدكتور محمد العوفي ونشكر المدينة على أن عرفتنا ودلتنا على هؤلاء الأيتام وهذا دور الصحافة الحقيقي. وناشد رجال الأعمال وأهل الخير التبرع لهم. اما “الجدة” المكلومة بفقد ابنها وزوجته وتحملها مسؤولية ابنائهم الأربعة قررت أن تغير اسم اصغر الابناء من اصيل الى بندر تخليدًا لذكرى الابن لعلها تجد في ذلك ما يخفف حزنها.