ما تزال إشكالية مشروع الطريق الدائري الذي يربط بين الهفوف من الجهة الجنوبية والشمالية بإتجاه مدينة المبرز في محافظة الإحساء، مستمرة حيث توقف العمل فيه عقب اعتراض عدد من المواطنين على اقتطاع جزء من مقبرة الكوت لصالح المشروع حسب رؤيتهم. وأكد مدير فرع الشؤون الإسلامية بمحافظة الأحساء الشيخ أحمد بن إبراهيم السيد الهاشم أنه لا صحة لما نشر وتردد في المجالس خلال الأيام الماضية عن اعتراض الشؤون الإسلامية على قيام أمانة محافظة الأحساء باقتطاع الجزء الجنوبي الغربي من المقبرة لصالح مشروع الطريق الدائري، مشددا بأن "هذا الكلام غير صحيح إطلاقا، ولا يوجد اعتراض أو خلاف بيننا والأمانة حول هذا المشروع". وردا على سؤال عن ما يردده البعض عن إنتهاك حرمة الموتى، أفاد بأن هذا الموضوع ليس من اختصاص فرع الشؤون الإسلامية أو أمانة المحافظة أو من شؤون الأوقاف أو غيرها، مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجنة من عدة جهات (فرع الشؤون الإسلامية، أمانة المحافظة، الأوقاف، وإكرام الموتى) للوقوف ميدانيا على المقبرة. وأضاف: الأمانة أوقفت العمل حاليا وهي متجاوبة معنا إلى أبعد الحدود، والآن نحن في انتظار فتوى سماحة مفتي عام المملكة بخصوص هذا الموضوع. وعن رأيه كمدير للشؤون الإسلامية في المحافظة حول هذا الأمر، قال الهاشم: "أنا من واقع عملي كمدير لإدارة الشؤون الإسلامية لم أر غير أرض بيضاء، والناس الآخرون والمجاورون للمقبرة يقولون إن هناك مقابر في الجزء الجنوبي الغربي من المقبرة، وفي مثل هذه الأمور اللجنة هي التي تحكم وتقول، وليس الناس ومايقولون". من جانبها أكدت أمانة الأحساء أن العمل متوقف حاليا في المقبرة ريثما تصدر فتوى من المفتي العام بهذا الخصوص. وكان عدد من المواطنين المجاورين للمقبرة منهم محمد العرفج، أحمد الحميس، عبدالرحمن العبداللطيف، وعبدالرحمن الفلاح، قد أبدوا استياءهم مما وصفوه ب "قيام الأمانة بتنفيذ بعض المشاريع على حساب كرامة الموتى" مشيرين إلى أن هذه المقبرة عمرها يمتد إلى نحو 150 سنة. وقالوا : إن وجود الجرافات والمعدات والآليات داخل المقبرة لتسويتها خاصة من الجهة الجنوبية الغربية يمثل انتهاكا لحرمة وكرامة الموتى، وهو أمر غير مقبول، مطالبين الجهات المختصة بالإلتفات لهذه القضية، مؤكدين أن الفتوى الشرعية هي الفيصل.