قبل أيام قلائل تلبَّدتْ الغيوم والسُّحب في جدة فذهب بنا هذا الجو الساحر الجميل إلى أجواء باريس الحالمة.! وكان التخيل بجلسة على أطراف (كورنيش نهر السين) العظيم والمطر الهتان ينثر رذاذه الخفيف بهدوء تام ليخترق أطراف المظلة فيبلل أجزاء من الملابس..! والمنظر الرائع للعبارات النهرية وهي تخترق النهر في رحلات سياحية حول مباني مدينة الثقافة والنور.! ومع الفارق فلا مطر هَتان في جدة وإنما غزارة ورياح قوية لا تنفع معهما الحفاظ على المظلة في اليد كما تجري العادة.؟ كما أن السحب والغيوم في جدة تتفاعل أثناء احتكاكها مع بعضها البعض نتيجة تلامسات كهربائية (فتتناكف) وتتشاجر بعصبية متناهية تؤيدها أصوات العواصف فيحصل (رديح) مثل ما تفعله بعض الزوجات المشاكسات مع أزواجهن.! إضافة إلى (الزعيق) الذي يشبه مواء القطط في فترة مُوسم التزاوج.! كما يُذكرنا بأصوات (الألعاب النارية) في المهرجانات والاحتفالات التي يبلغ كلفتها الملايين بينما سعر شرائها من المصدر لا يتعدى عشرات الألوف من الريالات..! المهم نعود ونقول جدة تغرق في شبر ماء عندما تهطل الأمطار.! فتتكون المستنقعات والبحيرات وتمتلئ الحواري والأزقة بالطين والمخلفات والأوساخ وهذا ما تنفرد وتتميز به جدة عن مدن أخرى.! ويقف الفرد مَذهُولًا ومندهشًا أمام قدراتنا وإمكانياتنا المادية وجدة على هذا الحال.؟ خصوصًا أنه أصبح بضغطة زر يكشف العالم كل شيء عبر القنوات الفضائية والإنترنت.! نقول في النهاية تتجمع هذه الأمطار في بحيرة المسك المشهورة لتبقى ذكراها المؤلمة على أرض الواقع دون حراك من المسؤولين! وهناك من يُشبِّهْ شوارع وطرقات جدة بعد هطول الأمطار بمدينة البندقية الجميلة في إيطاليا مع الفارق.! فعندنا في جدة الشوارع والطرقات تمتلئ بمياه الصرف الصحي الآسنة وما تتحفه بعد ذلك لسكان جدة من روائح زكية ونفاثة ومعطرة بنوعية خاصة ونادرة لا تستطيع معامل العطور الباريسية ولا غيرها في العالم الوصول إلى مُكوناتها..! وليبقى في جدة مفارخ ناموس وذباب بتبعياته من أمراض مثل الضنك والملاريا والإسهال والتلبك المعوي وغيرها لغياب المعالجة الصحية للمياه الراكدة بعد هطول الأمطار؟ ويظل السكان في معاناة من ذلك لفترة طويلة.! ومن يزور مدينة البندقية للسياحة والاستجمام يتحدى أن يرى ناموسة أو ذبابة واحدة رغم المياه الراكدة التي تحيط بها من كل جانب.! على العموم ليس لنا إلاَّ هذا الدعاء (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.!!) [email protected] فاكس 048470836