كم هي الحسرات مؤلمة عندما تغرق المدن، ها هم أهل جدة يشاهدون مدينتهم تغرق في يوم ماطر، ها هم يتذكرون أحداث السيول والتصريف التي حدثت قبل عام تقريبًا وإن كان المشهد مختلفًا.. ولكن هذه المرة لم يأتنا المطر بغتة، بل كنا نعلم، ولكن المصيبة أن الأمانة كانت تطمئن المواطنين أن الأمور تحت السيطرة، أي حال هذا الذي يرتضيه المواطن عندما تتوقف الحياة في أغلب شوارع المدينة والتي تحولت بقدرة الله إلى أنهار جارية رأيتها بأم عيني. عذرًا جدة هل طال بك الزمان وفعل بك الأفاعيل أم نعتذر للزمان ونلوم أهلك وذويك الذين لم يراعوا حق الله فيك، ولم يحافظوا على جمالك الذي وهبه الله لك؟! ما ذنب هؤلاء القاطنين في أم الخير وقويزة وغيرها ممن تقطعت بهم السبل وغرقت مركباتهم وتلفت وهي واقفة أمام بيوتهم، حال لا يرضي أحدًا عندما تضيع معالم الطرق وتسد الأنفاق. ولكن في خضم سواد السحب الممطرة وسواد المياه المنهمرة والتي تهدر في كل اتجاه رأيت شبابًا مخلصين من أبناء الوطن تطوعوا لتوجيه حركة السير عند مفترق الطرق حتى لا يتضرر المواطنون فيغرقوا وتعلق مركباتهم في المياه التي تجمعت في الشوارع، لله درهم ما أروعهم وهم يقفون وقد غاصت أرجلهم في المياه حبًا وكرامة لجدة وأهلها وزوارها. إليكم يا من توليتم الأمور في أمانة مدينة جدة.. كفاكم وعودًا للمواطنين وتسويفًا وتأخيرًا لتنفيذ المشاريع التي تعالج الوضع الذي تعيشه مدينة جدة، ها هي الحقيقة قد انجلت مع بدايات موسم الأمطار فهل من مرتدع، وهل آن الأوان لمحاسبة المقصرين في تنفيذ تلك المشاريع..؟! لم تكن مياه الأمطار وحدها هي التي أغلقت الشوارع كذلك الأشجار اقتلعت من جذورها وأقفلت شوارع فرعية ولم تتحرك الأمانة لإزالتها فزادت صعوبة وصول الناس إلى بيوتهم. كنا نفرح بموسم الأمطار وإذ بنا يأتي اليوم الذي نخاف منها ومن الضرر الذي يلحق بنا بعد هطولها لأنها تكشف المستور الذي لا يعلمه إلا الله، أصبح الناس يتمنون عدم قدوم المطر فهل هذا وضع طبيعي؟!! تساؤل دائمًا يخطر ببالي هل يعي المسؤولون في أمانة جدة أن الأرض كلها قادمة على تغير في المناخ، وأن جزيرة العرب ستعود يومًا مروجًا وأنهارًا، أي أن الأمطار ستكون على مدار العام، فكيف سنتعايش مع هذا التغيير المناخي القادم لا محالة، أم أننا سنغرق..؟! ولا حول ولا قوة إلا بالله. [email protected]