أوضح الدكتور عبدالعزيز بن فوزان الفوزان عضو مجلس الهيئة السعودية لحقوق الإنسان أن الدعاء على الكفّار عمومًا اعتداء لا يجوز، ضاربًا مثلًا بدعاء يكثر ترديده عند أئمة المساجد ومفاده “اللّهم أحصهم عددا واقتلهم بددا”، مبينًا أنه مخالف في الدعاء وفيه إثم وظلم، وأن من يسمع هذا الدعاء يكرهك ويكره دينك، متسائلًا: لماذا لا يقال: “اللهم أهدهم».. جاء ذلك في سياق المحاضرة التي نظمتها اللجنة المنبرية بنادي حائل الأدبي يوم الأحد الماضي بعنوان “تأصيل حقوق الإنسان في الإسلام”، والتي استهلها الفوزان بالإشارة إلى أن موضوع المحاضرة هو جزء من برنامج خادم الحرمين الشريفين لنشر ثقافة حقوق الإنسان من خلال حملة كبيرة لتأصيلها وبيان أن حقوق الإنسان هي مقتضى جملة مقاصد الشريعة الإسلامية، مشيرًا إلى أن هناك من يستنكر مصطلح حقوق الإنسان بدعوى أنه مصطلح معاصر ومستحدث، بينما في الحقيقة كانت حقوق الإنسان من أسمى غايات إرسال جميع الرسل والديانات والكتب السماوية، وجاءت الشريعة الإسلامية بقصد حفظ مصالح العباد في المعاش والمعاد، وحفظ الضرورات الخمس وهي: الدين والنفس والعقل والعرض والمال، مبينًا أن التعاليم الشرعية تحدثت عن الإحسان والبر بالوالدين حتى ولو كانوا كفارًا، ونهى الإسلام عن العدوان والظلم والإيذاء للكفار إلا إذا كان الكافر محاربًا فينبغي رد شره ومحاربته. وتابع الفوزان حديثه مضيفًا: نحن بحاجة إلى تأصيل حقوق الإنسان لأنها أصبحت مسألة مسيسة، وكون البعض يسيء استخدام هذه المصطلحات فلا ينبغي أن ننكرها، كما أن أسهل طريقة لإقناع الناس بحقوق الإنسان هو الحديث عنها. لافتًا إلى أن هناك من يستغل مصطلحات الديمقراطية والحرية لنشر الفساد، وأن الإسلام دعا إلى الحرية المنضبطة، وقال إن المسلمين أهملوا استخدام الوسائل الحديثة في الدعوة وبيان تعاليم الإسلام حتى ظنّ الغربيون أنهم هم الرواد في مجال حقوق الإنسان وأن المسلمين لا يعرفون شيئًا عن حقوق الإنسان إلا عندما طالبهم الغرب بها، إلى جانب وجود انتهاكات تم تحميلها على الإسلام بفعل بعض الممارسات الخاطئة ووجود بعض المخالفات التي لا يقرها الإسلام وهو منها براء. أعقبت ذلك العديد من المداخلات والأسئلة، فعن سؤال حول أسباب غياب ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع وعدم وجود فروع للهيئة، أجاب الفوزان بالإشارة إلى أن سبب غياب ثقافة حقوق الإنسان يعود إلى بروز نوع من التمنع، مؤكدًا الحاجة إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان بكافة السبل، مبينًا أن افتتاح فروع الهيئة يمضي بصورة تدريجية بدء بالمناطق الكبرى، مع وجود أعضاء متطوعين في كل منطقة. وعن دور الهيئة السعودية لحقوق الإنسان عن ظاهرة البطالة وغلاء المعيشة والسكن والإيجارات أجاب الفوزان بقوله: هذا وتر حساس وقد عُنيت به الهيئة منذ إنشائها وهناك تجاذب مع بعض الجهات حول هذا الموضوع الذي تم تصعيده إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، كما أنه يفترض أن يكون هناك اقتراحات من المجتمع وتعاون أكبر من جهات أخرى. وفي رده عن سؤال عن لماذا لا تضع الهيئة حدا لزواج القاصرات، قال الدكتور الفوزان: إنني أؤكد أن هذا الأمر ليس كما صورته بعض الصحف بأنه جريمة تحصل يوميًّا، إن الأمر لا يعدو كونه حالات فردية، والتصعيد الإعلامي المبالغ فيه، فيه إساءة لوطننا ومجتمعنا، وبعض القضايا تطفو إلى سطح الاهتمام العالمي بسرعة، كما أن بلدنا مستهدف من الكفار ومن بعض المنتسبين للإسلام للأسف، وقد عُقدت ورش عمل وكُتبت حوالي 300 صفحة من قبل عدد من المختصين ورفعت عدة توصيات إلى خادم الحرمين الشريفين، كما أنني كتبت حوالي ست صفحات حول زواج القاصرات. في سؤال حول تجاوزات أئمة المساجد في دعاء القنوت على الكفار بالهلاك العام، ومقصد عبارة “اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك”، رد الفوزان بقول: مثل هذا الدعاء “اللهم أحصهم عددًا واقتلهم بددًا”، هذا مخالف في الدعاء وفيه إثم وظلم، فلماذا لا يقال “اللهم أهدهم”، ولعل من يسمع هذا الدعاء يكرهك ويكره دينك، والدعوة على الكفار عمومًا اعتداء في الدعاء لا يجوز، ويقصد في ذل أهل المعصية ألا ترتفع راية المنكر.