رغم حوار جاء في وقته مع البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أجراه التليفزيون المصري مساء أمس الاول، إلاّ أن ما أدلي به البابا لم يكن كافيًا لكبح جماح الأقباط الغاضبين على خلفية الاعتداء الإجرامي الذي شهدته كنيسة القديسين بالاسكندرية. وانتقلت المواجهات بين الأقباط والمسلمين مساء أمس الاول لليلة الثانية على التوالي إلى العاصمة وبعض المحافظات .. وشهدت القاهرة صدامات شلت الحياة خصوصًا في الضواحي وعلى الطريق الدائري. وعاشت محافظة القليوبية المتاخمة للقاهرة وتحديدًا في منطقة الخصوص التي تعد اكبر قرية على مستوى إفريقيا حيث يسكنها أكثر من مليون وربع مليون مواطن بينهم 30% أقباط، أحداثًا ساخنة ليلة أول من أمس بدأت عندما قام شاب قبطي بمعاكسة بعض الفتيات المسلمات ومضايقتهن أثناء مرورهن بالشارع، الأمر الذي أثار مشاعر الشباب المسلم وقاموا بالاعتداء عليه بالضرب، وتحولت المشاجرة إلى مظاهرة وتدخل الأمن وتم تفريق المتظاهرين، وبعدها بلحظات قام عدد من الشباب القبطي بالاعتداء على احد المساجد بعد انتهاء صلاة العشاء، وقاموا بتكسير نوافذه والباب الرئيسي له، وهو الأمر الذي أدى إلى قيام عدد من الشباب المسلم بالهجوم على كنيستين وتخريبهما، وبعدها حاول مجموعة من الشباب القبطي إحراق “محطة وقود سيارات”. وفى الساعة التاسعة ليلاً بتوقيت القاهرة قام مجموعة من الشباب القبطى بعمل تشكيلات فيما بينهم على الطريق الدائري وهو الطريق الذي يستخدمه 70% من قائدي السيارات للابتعاد عن زحام بإشعال الطريق في عدة مناطق مستخدمين إطارات الكاوتش والبنزين واستطاعت الأجهزة الأمنية للدفاع المدني إطفاء الحرائق التي اشتعلت في عدة مناطق على الطريق، ممّا أدى إلى شلل على هذا الطريق استمر لمدة ثلاث ساعات، وحضر اللواء فاروق لاشين مدير امن القليوبية الذي تولي هذا المنصب قبل 48 ساعة ونجح في احتواء الأحداث عبر الاتصال بعدد من القيادات الكنسية. كما وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن التي وجدت بمنطقة شبرا التي يسكنها أكثر من خمسة ملايين مواطن وبين أعداد كبيرة من الأقباط المتظاهرين نتج عنها إصابات وحالات إغماء وتعالت الصرخات وسادت حالة من الاضطراب.