أشارت المشاركات في ندوة “واقع اللغة العربية ومستقبلها والضعف اللغوي لدى بعض مخرجات التعليم” إلى أن التعليم لدينا لا يؤسس الطالب لغويًا بشكل جيد فيتخرج الطالب وهو لا يجيد لا العربية ولا الإنجليزية، مشيرات إلى أن ضعف المعلم لغويًا يؤدي إلى عدم حرصه على ضرورة إتقان التلميذ لمهاراتها الأساسية. جاء ذلك في الندوة التي أقامها النادي الأدبي بمنطقة الجوف ممثلا في لجنته النسائية مساء أمس الأحد الماضي وشاركت فيها الدكتورة نجلاء المطيري الأستاذة المساعدة ووكيلة شؤون الطالبات بجامعة الجوف، وسلطانة الإبراهيم المشرفة في قسم اللغة العربية بالإشراف التربوي بالجوف، فيما أدارتها الأديبة ملاك الخالدي، وقد حضر الندوة مجموعة من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الجوف، وعددا من التربويات والمهتمات حيث شهدت القاعة عددًا غفيرًا من الحاضرات. وكان مدار الناقش في الندوة مركزًا على واقع ومستقبل اللغة العربية، وأسباب ظاهرة ضعف الطلاب في اللغة العربية، وتأثير انتشار العامية في الوطن العربي، ومشكلة ثنائية اللغة بين المدرسة والبيت والشارع، وعلاقة المناهج المدرسية والمعلم وتأهيله وطريقة تدريسه بمخرجات التعليم، وتأثير عدم جدية الطلاب وقلة رغبتهم في إدراك المهارات الأساسية في اللغة العربية، ومسؤولية الإعلام ووسائله المختلفة في تكريس ظاهرة ضعف اللغة العربية. لتخلص المشاركات من دائرة النقاش إلى الإقرار بأن أن التعليم وبطريقته التي يسير عليها الآن لا يؤسس الطالب لغويًا بشكل جيد، ولا يمنحه القدرة على تعلم اللغة بصورة مرضية، مما يسهم في أن يغادر الطلب مقاعد الدراسة بكل مراحلها وهو لا يجيد اللغة العربية من حيث مهاراتها المتعددة نطقًا سليمًا وكاتبة منضبطة، وفهمًا مدركًا، ولا يضيف إلى قاموسها العريض شيئًا جديدًا، والحال نفسه ينطبق على اللغة الإنجليزية، إن لم يكن أسوأ، مؤكدات أن السبب في ذلك يرجع بالدرجة الأولى إلى ضعف المعلمات أنفسهن لغويًا، مما أسهم بشكل كبير في عدم حرصهن على أن يتقن طلابهن المهاراتها الأساسية لهاتين اللغتين، مشيرات إلى أن هذه الحقيقة لمسناها بوضوح من خلال تجاربهن حيث وقفن على مستوى الضعف اللغوي والمهاري لدى المعلمات هو الشائع. مديرة الندوة ملاك الخالدي تداخلت بالإشارة إلى أن ذهنية الفرد العربي ترى بأن اللغة الإنجليزية أهم من لغته وهذا نتاج واقع نعيشه فمثلاً اجتياز امتحان التوفل مطلب ضروري لمواصلة الدراسات العليا وقد يجتازه الفرد العربي وهو لا يجيد كتابة سطر واحد بلغته، حيث يعتبر البعض لغته العربية ليست ذات أهمية في عالم اليوم حتى في مجتمعه العربي.