في هذا المقال سأكون ماركسي التوجه صراعي النظرة لما يتضمنه هذا التوجه من منطلق أيديولوجي حول حقيقة استغلال البعض لمن هم أقل طبقة أو الاستفادة أو المصالح مما يؤكد أن هناك من هو مستفيد من وجود الفقراء والفقر وبالتالي يحافظ على استمرار وجوده ليستفيد من ذلك. وكمثال على ذلك كما في بعض (المسماة مساهمات اجتماعية) من بعض الجهات أو القطاع الخاص والتي تقدم لنا بعض المساهمات الاجتماعية أو من باب المسؤوليات الاجتماعية أو دعم مجتمعي أو دعم في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الوطن. ودائما يكون العزف على العاطفة العامة تجاه بعض الفئات، وخير مثال الطبقات الفقيرة أو محدودي الدخل أو الشباب مثلاً. وفي حقيقة واقع هذه المبادرات أو المساهمات أو المسؤوليات الاجتماعية كما يحلو لهم تسميتها ما هي في واقع الأمر (إلا لعب على الدقون) أو هي استغلال واضح فالسبب الرئيس هو الاستفادة من الفقراء! ما هي في حقيقة الأمر إلا إحدى طرق التسويق لمنتجات هذه الشركات أو المؤسسات – فلديها سلع تكدست وبالتالي ما لهم إلا الفقراء، الضعفاء لتسويق منتجاتهم. وبالتالي يكون الفقراء مغلوب على أمرهم، أحد منافذ التسويق سواء كان ذلك بامتلاك هذه المنتجات عبر التملك بالتقسيط أو غيره، وتحسب وتعتبر في نظر المجتمع على إنها مساهمات ودعم لهذه الفئات الضعيفة. وفي واقع أمرها ما هي إلا استغلال لهذه الفئات، وكأحد منافذ التسويق لهذه المنتجات أو السلع لهذه الشركة أو تلك..! وهناك جانب آخر من جوانب الاستغلال والاستفادة من وجود الفقراء يتمثل في التسويق الإعلامي للشركات والمؤسسات من خلال ما يصاحب أي صفقة تجارية، عفواً مساهمة اجتماعية، أو التي تسمى مسؤوليات اجتماعية من نشرات وتحقيقات صحيفة ومقالات وتقارير مرئية أو مقروءة تصاحب هذه الأعمال وما الأمر في الحقيقة والواقع إلا منافذ تسويق وترويج لمنتج ما.. وتسويق مجاني للشركة أو المؤسسة غير مدفوع التكاليف ولكن على حساب الضعفاء. وقد يكون الأمر طبيعياً ولكن أن تكون الشركة أو المؤسسة المستفيد الأول والأخير على حساب الفقراء هذا الأمر غير مقبول، وهي بعيدة كل البعد عن المسؤوليات الاجتماعية وهناك أمثلة كثيرة لا مجال لذكرها ونكتفي بالإشارة فقط. والمشكلة الأهم من ذلك أن أحياناً بعض الأجهزة الرسمية تساند هذا الدعم المزيف على أنه من المسؤوليات الاجتماعية على حساب هؤلاء الضعفاء إما حياء أو استحياء..! ولا ننسى أن هناك جوانب مشرقة في مجال المسؤوليات الاجتماعية وهي خير مثال للوطنية الصادقة، والله من وراء القصد. الرمضي قاعد العنزي – الرياض