ستصبح ديلما روسيف غدا أول امرأة تشغل منصب رئيس البرازيل في تاريخ البلاد ، وذلك عندما تقتفي أثر أستاذها ذي الشعبية الكبيرة لويس إناسيو لولا دا سيلفا وقالت روسيف /63 عاما/ ، وقد ترقرقت عيناها بالدموع أثناء إلقاء أول كلمة لها كرئيس منتخب ، إن "مهمة خلافته (لولا) صعبة ومليئة بالتحديات لكنني سأعرف كيف أحافظ على إرثه،وسأعرف كيف أعزز عمله والبناء عليه"وأكد لولا مرارا وتكرارا أن تلك المرأة المجهولة نسبيا والذي اختارها لتخلفه هي أهل لتلك المهمة. وقال الثلاثاء إنها سوف تفاجئ المراقبين ب "قدرتها على القيادة والإلقاء ودفع الأمور" وتركت روسيف ، وهي ابنة شاعر ورجل أعمال من مواليد بلغاريا،و ام معلمة برازيلية ، دراستها الكاثوليكية الصارمة عندما التحقت وهي في السابعة عشر من عمرها بجماعة ماركسية خلال فترة الحكم الديكتاتوري العسكري للبرازيل (1964 - 1985) كما تلقت تدريبات مسلحة شاقة على حرب العصابات تلا ذلك انضمامها إلى قيادة جبهة التحرر الوطني مما جذب انتباه الشرطة السياسية إليها ، واختفت عن الأنظار عام 1969 ، كما اعتقلت وتعرضت للتعذيب والاحتجاز لعامين وكانت أكثر مرونة بعد إطلاق سراحها ، فسعت للحصول على شهادة في الاقتصاد عام 1977 من جامعة ريو جراند دو سول،ثم عادت إلى عالم السياسة ولكن هذه المرة بالانضمام لحزب العمال الديمقراطي. وبفضل مهاراتها السياسية،تمكنت من الصعود للعديد من المناصب،فكانت وزيرة إقليمية في مجالات المال والطاقة والتعدين والاتصالات في ريو جراند دو سول خلال ثمانينيات و تسعينيات القرن العشرين وبعد انضمامها لحزب العمال عام 2001 التقت لولا خلال اجتماع مع خبراء قطاع الطاقة ، ثم عينها وزيرة للطاقة والتعدين عندما تولى مقاليد الحكم عام 2003، حيث صارت مسؤولة عن أحد أهم القطاعات الاقتصادية والحيوية في البرازيل،ذلك البلد الذي يتمتع باكتفاء ذاتي من الطاقة عبر الاستخدام المزدوج للوقود الحيوي والاحفوري وفي عام 2005 ، صارت روسيف رئيسة لهيئة العاملين بالقصر الرئاسي. وقال فرانكلين مارتينز ، المتحدث باسم لولا ، :"تربطهما علاقة الاب والابنة . وهو كأب يفتخر كثيرا بابنته ، وبمعرفته صفاتها وقدرتها على معرفة ما هو ضروري وتحقيق نتائج"وروسيف شخصية قوية قهرت سرطان الغدد الليمفاوية العام الماضي ، وينتظر أن تحكم من خلال ائتلاف يحظى بالأغلبية في الكونجرس البرازيلي بمجلسيه وروسيف متزوجة من المحامي والناشط كارولس اراوجو،ولهما ابنة واحدة تحمل اسم بولا.