امنحوني هذا الرقم، وسأزوّج 7000 شاب وفتاة على حسابي، امنحوني هذا الرقم وسأبني 100 مدرسة حكوميّة كَأفضل ما يكون، امنحوني هذا الرقم وسأبني 1400 وحدة سكنيّة على أفضل طِراز، امنحوني هذا الرقم وسأنشئ 175 مركزًا صحيًّا امنحوني هذا الرقم وسأنتشل 1000 أسرة فقيرة من براثن الفقر إلى الأبَد، امنحوني هذا الرقم وسأفعل كل هذه الأشياء وغيرها لهذا الوطن.. وسآكل لقمتي منه! نعم لن أدّعي النزاهة ف(لو) لا زالت حاضرة وكذلك الشيطان وعمله!!، فقط امنحوني هذا الرقم [ 00 , 480 , 160 , 704 ] نعم هذا هو الرقم الذي جعلني أدعك عيني بكمّي ثم أدعك كمّي بشاشة جهاز الحاسب أمامي، ثُمّ أطبع ذلك في ورقة لأقرّبه من عيني بدون إشعاعات.. فقط لأتأكّد من صحّته ثمّ من صحّة يقظتي! في أقصى يمين هذا الرقم خانة الهللات ثمّ تبدأ كما درسنا في مادة الرياضيّات خانة الآحاد فالعشرات فالمئات.. إلخ. هذا الرقم الفلكي موجودٌ في موقع وزارة التربية والتعليم تحت عنوان بأكثر من مليار ريال الحميدي يوقّع عقود إنشاء مبانٍ مدرسيّة لبعض إدارات التربية والتعليم (بنين وبنات) بمناطق ومحافظات المملكة المختلفة، وتحديدًا الأكثر من المليار كما هو موضّح هو مليار ومائة وثلاثة وعشرون مليون وثلاثمائة وثلاثة وتسعون ألفا وتسعمائة وستة وستون ريالًا وخمسة وخمسون هللة!! هذا هو المبلغ الإجمالي لكل هذه المشاريع بالهللات “ياعيني ع الدقّة”!! وقد تراوحت العقود بين الخمسة والخمسة عشر مليونًا للمدرسة الواحدة تتفاوت التكلفة حسب المنطقة وحسب حجم ونوع المنشأة مدرسة أم مجمّع. هذا حسب ما هو موضّح في جدولٍ وُضِع تحت الخبر.. كل هذا الكلام يُثلج الصدر ولكن جاء دور لكن.. في الخانة الرابعة من ذلك الجدول خانة إنشاء مدرسة ابن الهيثم الابتدائية بحائل وُضِع الرقم المذكور في العنوان! سبعمائة وأربعة ملايين ومائة وستون ألفا وأربعمائة وثمانون ريالًا! الخطأ وارد لا شكّ ولا تطريز في ذلك.. هذا ما دعاني إلى اللجوء إلى حاسبةٍ غير حاسبة جوالي الذي لم يتعوّد على العمليّات الحسابية ذات المبالغ الضخمة! أقول لجأت إلى جمع قيمة كل العقود للواحد والخمسين مدرسة مع ذلك العقد العُقدة لمدرسة ابن الهيثم لأكتشف أنّ الناتج ظلّ صحيحًا! السؤال الذي يطرح ويضرب ويقسم وينتف شعر رأسه - هل سيُزال جبل (أجا) وتُنشأ المدرسة في مكانه؟! أم هل ستُبنَى وتُنشأ تلك المدرسة من الألماس؟! الإجابة يملكها مدير عام الشؤون الإداريّة والماليّة بوزارة التربية والتعليم. حتّى ذلك الحين سيبقى هذا الموضوع سؤالًا لا مقالًا!