نعم هناك عدد كبير من من هم قادرون على صنع الحياة، إلا أن هناك فئة منهم يحبون التميز والاختلاف عن غيرهم في الإنتاج وفي الإبداع وكذلك التفرد، ولذلك لا يكتفون بما تقدمه أدمغتهم من أفكار بناءة وجديدة عند حد معين، بل إنهم يسعون إلى إيجاد ما لا يتوقع وجوده والتعايش معه في حياتنا اليومية بشكل طبيعي أو غير طبيعي على اختلاف بيئتنا وتقبلها من عدمه لمثل هذه التطورات الإدارية والفنية والتقنية، ولذلك فنحن بانتظار أفكار وأطروحات أفضل من ذي قبل، إلا أن هناك شيئًا ما يظهر في كل مرة عائقًا أمام هرولة هذه العقول النيرة يستحق أن نسميه بالرجل غير المتعقل ولاستيعاب ذلك علينا أن نتذكر الحكمة الشهيرة لبرنارد شو حيث يقول: ((الرجل العاقل يكيف نفسه مع العالم، أما الرجل غير المتعقل فإنه يحاول تكييف العالم، وبالتالي فإن أي تقدم في العالم يتوقف على ما يقوم به الرجل غير المتعقل)) والرجل غير المتعقل هنا هو من يحاول إطفاء نور أفكارنا وحبسها داخل ادراج مغلقة يستمر هجرها دهرًا مما يعرضها للاختناق فالموت بلا دعاء لها بالغفران من قبل أحد ما ليس لأنها بلا ذنوب ولكن لأن لا أحد يعرفها اصلًا ويجب أن نقف أمام هذا الرجل غير المتعقل للحد من انتشاره بكل ما نتمتع به من قوة بشرية ودعمها ماليًا ومعنويًا لمحاربة هذا الفيروس الإنساني الشاذ عن حقيقة عالمنا المتحول إلى عصر جديد قابل للنمو والازدهار. علي محمد مباركي - جازان