لم يتجاوز عمر بحيرة الصرف الصحي بالجوف خمس سنوات، واتساعها يبلغ قرابة 3 كيلو طولاً و2 كيلو عرضاً تقريباً، إلا أنها باتت تتسع عشوائيا مما يهدد بخطر كبير، إلا أن الكثير من الأهالي لا يعتبرون ذلك الاتساع هو الخطر الوحيد، بل تعد المنطقة التي تصب فيها المياه منطقة رملية سريعة الانهيارات وتشكل خطراً على المياه الجوفية بتسربها إلى الآبار الارتوازية، وقربها من الأحياء السكنية، حيث سببت البحيرة إزعاجا كبيرا للسكان بكثرة انتشار الحشرات والبعوض، وهو ما ينذر بمشكلة صحية وبيئية. وخلال القياسات التي يظهرها برنامج «Google Earth»، وأيضا برنامج «World Wind» الذي تنتجه وكالة ناسا للفضاء، وهي برامج مختصة بالتصوير الجوي عبر الأقمار الصناعية، يتضح ان بحيرة الصرف الصحي بالجوف سوف تدخل ضاحية “قارا” غرباً خلال ثلاث سنوات قادمة، مستثنى من ذلك نزول الأمطار التي لو قدر الله نزولها بكميات كبيرة، فربما يكون دخولها إلى المدينة بفترة زمنية أقل من المقدر لها، ولهذا استشعر سمو أمير منطقة الجوف هذا الخطر المحدق، وأمر بحل عاجل لبحيرة الصرف الصحي، فقام سموه بزيارة ميدانية مع عدد من مديري الإدارات وأعضاء مجلس المنطقة للبحث عن البديل والمقترح من الحلول لهذا الخطر، وبالفعل تم وضع عدة حلول منها تغيير مصب الصرف الصحي إلى منطقة النفود الكبير جنوب مدينة سكاكا، حيث تبعد حوالي 100 كيلو متر عن المقر الحالي، وقد وجه سموه باستخدام المياه بعد المعالجة الثلاثية، لحرصه على الاستفادة من المياه وعدم إهدارها، حيث تتم حالياً معالجة مياه الصرف ثنائياً، وهو ما رفضه سموه حرصا على المواطنين. وتنقسم معالجة مياه الصرف الصحي إلى ثلاثة أقسام المعالجة الثنائية والمعالجة الحيوية والمعالجة الثلاثية والرباعية، والمعالجة الثنائية هي مستوى المعالجة التي يمكن التوصل إليها عن طريق المعالجة الحيوية المنتهية بالترسيب والتطوير ويمكن استخدام المياه الناجمة عنها في الري المقيد. والمعالجة الحيوية هي عمليات المعالجة التي تهدف لتنشيط البكتيريا في مياه الصرف الصحي لإنقاص تركيز المواد العضوية فيها. أما المعالجة الثلاثية فهي مستوى المعالجة التي يمكن التوصل إليها عن طريق المعالجة الحيوية المنتهية بالترشيح والتطهير وأي أعمال أخرى ويمكن استخدام المياه الناتجة عنها في الري غير المقيد. وتعد المعالجة الرباعية آخر عملية بمعالجة مياه الصرف بحيث يتم استخدام الماء للاستهلاك الآدمي ولكن يعتبر هذا النوع من المعالجة باهظ التكاليف، ولن يستطيع المجتمع تقبل مثل هذه المياه بعد معرفته انها معالجة من مياه الصرف الصحي، بالرغم من ان بعض الدول مثل سنغافورا تستخدمها للشرب وتوزع بعبوات تباع بالأسواق لديهم وهي أقل تكلفه من المياه العادية. ومن جانبه أوضح مدير فرع المياه بالجوف المهندس عبدالله الأحمري ل«المدينة» انه طرح مشكلة بحيرة الصرف على طاولة مجلس المنطقة، مؤكدا انها مشكلة لابد ان يجدوا لها حلا جذريا، وأن نقلها من مكانها لمكان بعيد ليس حلاً ولكن الاستفادة منها بعد المعالجة يعتبر حلاً جذرياً وبدلاً من استخدام الأمانة للآبار الارتوازية لسقاية المزروعات بالشوارع العامة تستخدم مياه بحيرة الصرف للسقاية وغسل الشوارع أيضاً، وأكد ان استخدام مياه بحيرة الصرف المعالجة ثنائيا لا تشكل خطراً على البيئة، ولكن لحرص سموه على المواطن أمر بالإسراع بإنجاز مشروع المعالجة الثلاثية والتي يتوقع الانتهاء منه خلال العام القادم. وأضاف الأحمري ان استخدام مياه الصرف الصحي للمزروعات دون معالجة ليس منه خطر بشرط عدم ملامسته لأوراق النباتات، مؤكداً ان النبات يأخذ المفيد من مياه الصرف، وزاد الأحمري ان الفرع كلف مكتبا هندسيا لدراسة وضع البحيرة استغرق حوالي أسبوعين، كما أن هناك دراسة مستفيضة تقوم بها وزارة المياه للمياه الناتجة من محطات الصرف الصحي بالمملكة قامت بها الوزارة منذ 3 سنوات، وهناك عقد خاص بفرع الجوف تقوم به شركة “سكادو جوكسا” بقيمة 22 مليونا لمدة سنه ونصف، ومضمون هذا العقد دراسة عمل شبكة صرف صحي لمنطقة الجوف ودراسة المحطات، محطة الرفع والمعالجة ودراسة بيئية وتوسعة المحطات القائمة حالياً، ودراسة موقع مصبات الصرف. والدراسة تعطي الحلول المناسبة لمدة 30 سنة قادمة على مستوى منطقة الجوف. وقد قام فرع الجوف بتزويد وزارة المياه بإحصاءات عن الاستهلاك اليومي لمنطقة الجوف من المياه وهو حوالي 90 ألف متر مكعب من حوالي 5 آبار ارتوازية تابعة لوزارة المياه، غير الآبار الخاصة وعملية سقاية المزروعات. وبحسب المهندس الأحمري ان استهلاك الفرد للمياه بالمنطقة عالٍ جداً وهناك إهدار للمياه بشكل غير طبيعي حسب المقياس العالمي لاستهلاك الفرد وهو 240 لترًا يومياً، حيث يتضاعف بالجوف بشكل كبير مقارنة بعدد السكان البالغ عددهم حوالي 400 ألف نسمة. وأضاف الأحمري أن الفرع يقوم بإنشاء حوالي 26 بئرا ارتوازية يصل عمق البئر ما بين 800 إلى 950 مترا، وتكلفتها ما بين 800 ألف إلى مليون ريال للبئر الواحدة، موزعه على أكثر من قرية ومركز تابعة لمنطقة الجوف.