عاب المتداخلون في الجلسة الختامية للملتقى السادس لنادي القصيم الأدبي على الأوراق التي قدمت جنوح بعضها إلى التساهل العلمي والتمحل والمبالغة في محاولة الاستفادة من المناهج الغربية في الوقت الذي كان يمكن لها الوصول إلى ذات الهدف بمناهج أكثر شهرة ومعرفة. كما علق بعض المشاركين على الأخطاء في الأماكن التي قيل إنها تمثل القصيم في شعر امرئ القيس. وكانت الجلسة التي عقدت مساء أمس الأول قد تضمنت أربع أوراق بحثية وهي القصيم وشعر امرئ القيس قراءة في عبقرية المكان. وامرؤ القيس شاعرًا رومنسيًا (قراءة في معلقة امرئ القيس)، ومعلقة امرئ القيس (قراءة تأويلية)، وقراءة على المستوى الثالث في معلقة امرئ القيس وألقاها على التوالي: د. فرج مندور، د.. حسن طاحون، ود. سعيد شوقي، ود. عبد الحق الهواس، وأدارها الدكتور منصور المهوس. حيث بدأ الدكتور فرج مندور الجلسة بحديثه عن القصيم، مشيرًا إلى أن عبقرية المكان عند العلماء تظهر في توفر سبل العيش والإحساس بالأمان والحماية، وأشار إلى وجود هذين في القصيم مضافًا إليهما خصوبة المكان وجماله. فالقصيم أماكن ذات تاريخ حيث وقعت فيه أيام ومعارك العرب. وهو ما ظهر في شعر امرئ القيس الذي تمثلت فيها القصيم من حيث المكان والإنسان. ثم ألقى د.حسن طاحون ورقته متحدثًا عن الرومانسية وسماتها النقدية، مشيرًا إلى وجودها في شعر امرئ القيس، حيث يظهر لديه الحنين إلى الوطن، وإلى مجد آبائه وأجداده، كما يظهر فيها عشق المرأة والتغزل بها، ويظهر فيها أيضًا وصف الطبيعة، كالناقة والصحراء والخيل، وتأخذ الطبيعة كما يقول الدكتور أكثر من نصف شعر امرئ القيس. ثم جاء دور الدكتور سعيد شوقي الذي قرأ معلقة امرئ القيس في ضوء الهرمينوطيقا التي ترى أن فهم أجزاء الشيء لا يكون إلا من خلال فهم المعنى الكلي له، وحاول أن يطبق ذلك على معلقة امرئ القيس ذاكرًا ما يراه المعنى الكلي له، ثم محاولًا أن ينظر إلى أجزاء المعلقة ووحداتها لفهمها في ضوء هذا المعنى الكلي. واختتمت الجلسة بالدكتور عبدالحق الهواس الذي أشار إلى أنه سيقرأ المعلقة في ضوء المستوى الثالث الذي تحدث عنه رولان بارت وجاك دريدا، مشيرًا إلى أن المستوى الثالث يعنى بالتفسير والتأويل، وقد فعل ذلك مع المعلقة محاولًا أن يقف عند لوحاتها الطللية والغزلية ووصف الليل، باحثا عن التأويل والتفسير الجمالي لها. وقد استهلت الجلسات الصباحية للملتقى المقام تحت عنوان «امرؤ القيس: التاريخ والريادة الشعرية» تناول موضوع “مملكة كندة بين الحقيقه والخيال”، في جلسة أدارها الدكتور مرزوق بن تنباك وشارك فيها د.عبدالعزيز بن سعود الغزي، والدكتورة شيخه بنت عبيد الحربي، وهزاع بن عيد الشمري. أما الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور محمد الربيع فتحدث خلالها فهد الرفاعي عن الرؤى الجديدة للمعلقات الجاهلية متخذًا معلقة أمرؤ القيس مثالًا يحتذى به في المعلقات في زمن الجاهلية، وشارك بالحديث د.عبدالله بن عبدالغني سرحان، ود.عثمان بن محمد الغزالي.