الصورة الذهنية المختزلة لدينا عن المسرح أنه من الفنون التي يهتم بها الرجل ونعتقد أن ثقافته لا تشيع كثيرًا في الوسط النسائي. إلا أن الواقع يقول بغير هذه الحقيقة، فقد جاءت مسابقة التأليف المسرحي التي طرحتها إدارة التربية والتعليم بالزلفي قسم النشاط الطلابي (الثقافي) لتؤكد وبلغة الأرقام حقيقة مغايرة. فمن أصل 8 فائزين.. حصدت المرأة 5 جوائز من فروع المسابقة المختلفة، حيث فازت 3 متسابقات بجوائز المسرحية الوطنية التاريخية عن نصوص: «وأشرق فجر جديد» لنورة البادي من وادي الدواسر وحققت المركز الأول، وحل ثانيًا نص: «الجنادرية قصة مملكة وملك» لأمل اليماني من مكةالمكرمة، وجاء ثالثًا نص: «عودة فارس» لمنى الرشيد من الزلفي. دون أن تتاح للذكور تحقيق أي جائزة في هذا الفرع. الحالة نفسها تكرّرت في فرع المسرحية الوطنية الاجتماعية للطلاب والطالبات، حيث فازت طالبتان بجوائز المسابقة في هذا الفرع، فلقد حقق نص: «كلمة الحق لا ترحل» لهنادي الخيبري من المدينةالمنورة الجائزة الأولى، ونص «من أنا .؟» لفلوة مهدي آل عمر من نجران الجائزة الثانية، فيما حُجبت جائزة المركز الثالث. واقتصر فوز الرجال على الفوز بجوائز المسابقة في فرع «المسرحية الوطنية الاجتماعية للكبار»، حيث فاز عبدالعزيز العطا الله من المنطقة الشرقية بجائزة المركز الأول عن نصه: «أفكار متقاطعة»، فيما حقق مشعل القحطاني من إدارة الثقافة بالقوات المسلحة بالرياض جائزة المركز الثاني عن نصه: «عالي المنابر»، وحقق فيصل القعيطي المشرف التربوي بإدارة النشاط الطلابي بالوزارة المركز الثالث عن نصه: «الحدث»، وحُجبت جائزة الفرع الرابع «المسرحية الوطنية التاريخية للطلاب والطالبات» لعدم ارتقاء المشاركات لمستوى التنافس. لجنة التقييم تكونت من: سليمان الفايز المستشار بجمعية الثقافة والفنون، وعلي بن عبدالعزيز السعيد أمين جمعية المسرحيين السعوديين، وصبحي يوسف المخرج المسرحي بجمعية الثقافة والفنون، وأوصت اللجنة بطباعة 24 نصًا من أصل 95 نصًا مشاركًا. من الذكور والإناث لجودتها وفنيتها. ومرةً أخرى جاء حضور المرأة طاغيًا، حيث اشتمل كتاب المسابقة الذي جُمعت فيه النصوص المتميزة، على 17 نصًا نسائيًا، نصان منها لمشرفات تربويات، و6 نصوص للمعلمات، مقابل 10 نصوص للطالبات، من بينها نص حالم وجميل ومعبّر للطالبة أحلام الحربي من المدينةالمنورة في الصف السادس الابتدائي، ومشاركة واحدة لطالبات المرحلة المتوسطة، و8 مشاركات لطالبات المرحلة الثانوية. إحدى المشاركات كانت من خارج المملكة للمعلمة سمر عدنان ياغي من جمهورية سوريا لكنها معلمة متعاقدة بتعليم جدة. أما النصوص التي ألّفها رجال واحتواها الإصدار فقد بلغت 7 نصوص فقط، 4 منها للمشرفين التربويين، واثنين من المعلمين وموظف واحد. فيما غابت النصوص المؤلفة من قبل الطلاب الذكور نهائيًا عن هذا الإصدار. المنطقة الشرقيةوالرياض تصدرت المناطق المرشحة نصوصها للطباعة بواقع 6نصوص لكل منهما، توزعت نصوص منطقة الرياض بين مدنها (الزلفي 4 نصوص و نص واحد لكل من الرياض والسليل)، وأما المنطقة الشرقية فقد توزعت النصوص بين الأحساء 4 نصوص ونص واحد لكل من الدمام والهفوف، ثم جاءت مكةالمكرمة ثانيًا ب 5 نصوص توزعت على النحو التالي: 2للطائف و ص واحد لكل من مكةوجدة، ثم حلت المدينةالمنورة ثالثًا ب 3 نصوص، ثم نجران رابعًا بنصين، وحلت حائل والقصيم خامسًا بنص واحد لكل منهما، فيما غابت عن الإصدار مشاركات المناطق التالية: الحدود الشمالية، تبوك، الباحة، عسير وجازان. كتاب المسابقة افتتح بكلمة لمدير التعليم السابق للزلفي حمد العمران، واختتم بكلمة مقتضبة لعراب مسرح الجنادرية (محمد المنصور) رئيس لجنة مسرح الجنادرية أكد فيها أنه إذا كان المسرح أبو الفنون فإن له أبناء بررة خدموه وأعطوه حقه الكامل بمثل هذه الممارسة وتمنى أن يكون هذا العمل خطوة نحو التأسيس لنص مسرحي متميز ومؤكدًا أن النص الجيد مادة ومرتكز رئيسي للبناء المسرحي. كما احتوى الكتاب على تعريف وافٍ بمدينة الزلفي تحت عنوان: «الزلفي ماض عريق وحاضر زاهر ومستقبل مشرق». المسابقة ولاشك أثرت الحراك المسرحي المحلي ودعمته من خلال توفير نصوص مسرحية وطنية راقية، كما منحت الفرصة للموهوبين والموهوبات لإظهار إبداعاتهم المسرحية واستلهمت مشاعر راقية تجاه الوطن الحبيب. كما أن الإحصائيات والأرقام أعلاه والمنبثقة عن مادة هذا الإصدار لها دلالتها الكبيرة جدًا على مختلف المستويات والتي يمكن الإفادة منها كثيرًا في مجالات عدة. لهذا الرصد بقية سنستعرض فيها النصوص الفائزة بشيء من التقريظ بعون الله وتوفيقه. * المخواة