كلنا يعلم ما للنشيد الوطني من أهمية كبيرة، فهو يعد أحد أهم الرموز الوطنية للدولة، ويقوم بدور كبير في شحذ الروح المعنوية للمواطنين وجمعهم على أهداف سامية تسعى لها بلادنا لخدمة الدين والوطن. وكلنا نعتز بهذا النشيد لأنه يعبر عن أهداف بلادنا نحو الرقي والتقدم لذرى المجد والعلياء ممجدين ربنا ومرددين الله أكبر. ولا شك أن تربية النشء على حب الوطن مكسب كبير لنا جميعا، ومن طرق تربيتهم على حب الوطن الاهتمام بالنشيد الوطني، وألا نجعله في المدارس روتينًا يتكرر كل صباح ويؤديه الطلاب بكل برود. ولقد طرأت علينا فكرة تحسين أداء الطلاب للنشيد الوطني وتحفيزهم لأدائه على أكمل وجه وذلك في مدرسة المحاني الابتدائية والمتوسطة التابعة لعشيرة بتعليم الطائف، لاسيما وأن بعض الطلاب لا يجيد لحن النشيد. فقمنا أولًا بتصحيح أخطاء الطلاب في نطق الكلمات، ثم شرحنا لهم معاني كلمات النشيد. بعد ذلك أحضرنا تسجيلًا جميلًا للنشيد الوطني مصحوبًا بمؤثرات صوتية تعطي اللحن رونقًا وبهاء، ثم قمنا بتشغيل التسجيل أثناء الطابور الصباحي حيث يستمع الطلاب للنشيد ثم نشغل التسجيل مرة أخرى ويردد معه الطلاب، فوجدنا منهم حماسًا منقطع النظير، واستمر هذا العمل لمدة شهر كامل، وتخلل ذلك جولات على الفصول الدراسية وتعليمهم على وقفة الاستعداد للنشيد والثبات أثناء الأداء وإجادة اللحن. ورأينا دافعية كبيرة من الطلاب لإجادة النشيد الوطني حتى إن البعض منهم عندما يقابلني يطلب مني أن أستمع له ليؤدي النشيد ثم يسألني عن رأيي في أدائه. بعد ذلك نظمنا مسابقة لجميع الفصول في النشيد الوطني، بحيث يتنافس كل يوم فصلان في أداء النشيد أمام الطلاب أثناء الطابور الصباحي، ثم كرمنا الفصول الفائزة في هذه المسابقة، وبذلك حققنا الهدف المنشود بعون الله ثم بمساندة إدارة المدرسة وبقية الزملاء، وأعددنا تقريرًا متكاملًا لهذه التجربة الناجحة، ونحن مستعدون لتزويد المدارس الأخرى بتجربتنا لتعم الفائدة. رداد شبير الهذلي - الطائف