ترى هل شهادتي البكالوريوس ستدخلني الجنة.. أو من هو حاصل على شهادة البروفيسور سيرتقي عن منزلة صاحب الكفاءة!؟ لا شك ان سخريتي هذه مجرد تشويش في العقل واستيقان لمجرى الحديث فبعض الناس للأسف مقياسهم للفرد بمستوى منزلته الدنيوية.. لا شك ايضا ان المتعلم والعالم له منزلة ومكانة سامية وذلك ذكر في مواضع عديدة في القرآن الكريم. ولكن.. الإنسان لا يقاس بشهاداته ومنصبه وساعته وسيارته وجهازه المحمول ووو فالله سبحانه لن يسأل ما نوع سيارتك أو في أي جامعة درست!!؟ ان اغترت نفسك بمجرد انك اقتنيت شيئاً غالياً وان تغتر بما هو دون رضاء الله.. فتظن نفسك انها قد اكتملت وانك احسن الناس واذكاهم. والاعظم ان وثق عقلك واعترف بأن الكماليات والمظاهر هي تقويم المجتمع شهوات النفس لا تتوقف وانما النفس قادرة على كبتها فالعالم يفكر ويستنج ويبتكر كيف يبني الحياة على سطح القمر ونحن ننتظر احدث جهاز محمول نزل حديثاً في الاسواق! اصبحنا اناساً لا نهتم في بواطن الامور وانما لظواهرها فقط فيمكننا ان نتأمل قليلا في هذا الكون لنستشعر القوة الربانية القادرة الى رجوعك الى تراب واحيائك من جديد القادر على غناك هو القادر على فقرك والقادر على شفائك هو القادر على موتك ومرضك فالرزاق جلا جلاله قسم على كل جنين في رحم أمه رزقه فلسنا مخيرين انما ميسرين. غفلة: تتفلسف كثيراً ايها الكائن ذو العقل المبتكر فكلماتك هي مجرد هفوات تطلقها لغيرك في سبيل النصح او التحقير. فكر: لانه رجل لديه المال والنفوذ والمنصب ترى أمما وافواجا من رقي المجتمع في يوم وفاة سائقه الخاص.. وفي يوم عزائه يتجاهله الكثيرون. سؤال يغزو نفسه.. منذ متى اصبح الشيء الذي يسترك هو ما يحدد مستواك في مجتمعك؟ عجبا لامر الدنيا يتمرد فيها الانسان ويطغى ويتجبر على عباد الله فيشقى ويتذمر.. وغفل ان هناك يوماً سيشهد عليه كل مفصل في جسمه هل تعلم اخي القارئ انك من تراب.. انها لحقاً معلومة جيدة..إلا أنها تغيب عن مسامع البعض ولا تأتي على بال احدهم الا اذا اراد شتم احدهم وتذكيره بمهانة تكوينه... وغفلانيته عن انسانيته. سحر عدنان المختار - مكة المكرمة