نبَّهت الشاعرة اعتدال موسى الذكر الله كُتّاب القصة القصيرة جدًّا (ق. ق . ج) ألاَّ تأخذهم نعرات المتطفلين على فن الشعر العظيم والتي ينادون بها في محافلهم وشعاراتهم والمتضمنة أن من يكتب القصة القصيرة جدًّا يصلح أن يكون شاعرًا بحجة أن هناك قواسم مشتركة ما بين هذين الجنسين الأدبين أو بينها وبين ما تسمى قصيدة النثر أو الشعر المنثور. جاء ذلك في مداخلة هاتفية لها في أمسية قصصية أقامها منتدى بوخمسين الثقافي في الأحساء للقاصين الأحسائيين حسن علي البطران وطاهر الزارعي. وقد ألقى البطران والزارعي العديد من نصوصهما الجديدة التي تمثل تجربتيهما القصصية وقد تنوع نتاجهما الفني ما بين النصوص السريالية والرمزية المبهمة ذات الأبعاد الدلالية للقيم الاجتماعية والأعراف المحلية المتأصلة في البيئة المحلية.. وأشار البطران في سياق رده على بعض المداخلات أن القصة قصيرة جدًّا ليست مولودًا جديدًا في الساحة الأدبية، مشيرًا إلى أنها موجودة في التراث العربي لكنها تخضع لمسميات أخرى، رافضًا فكرة أنها آتية من الغرب، مؤكدًا أن الغرب أخذها من تراثنا وأخذ يطور في أركانها حتى شاهدناها بهذا الشكل. وفي رده على سؤال عن التناقض والصراع النفسي في شخصية بطل قصته “ثمة أقفال” اعترف الزارعي بصحة هذا الزعم، مشيرًا إلى أن الحياة هكذا مع أن بطل القصة يعاني نوبات الصرع إلا أنه متعلق بالشهوات ومتاع الدنيا الأمر الذي يراه عنصرًا مفاجئًا ونهاية ممتعة للقارئ. وعن طريقته في كتابة القصة ورأي القارئ فيما يكتبه، قال الزارعي: أنا في كل حال لا أخضع لمحاكمة المتلقي في تقييمه لأعمالي الأدبية. كما تخللت الأمسية مداخلة هاتفية للناقد الدكتور أحمد العسيري من تبوك الذي استعرض نقده الأدبي للقصة القصيرة من خلال نصوص ضيفي الأمسية.