الكرامة قانون كوني لا يختلّ، والله خص الإنسان بالتكريم فقال: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا وحين يفقد الإنسان كرامته يفقد وجوده ومعناه. والوطن كرامة، وحين تنتهك كرامة الوطن، يجب أن ندافع عنها باللسان، والسنان. الكرامة هي التي جعلت عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يستعيد الرياض، ويوحد الوطن تحت راية التوحيد. والكرامة هي التي جعلت عمر المختار وعبدالحميد بن باديس وغاندي ومانديلا يشطبون كلمة نعم من قاموس الوعي الوطني. والكرامة هي التي جعلت هذه الأمة مهمة لا تنكسر مهما تجبر الظالمون، وتكالب الطغاة والمستكبرون. والكرامة هي التي جعلت اليابان تقول لأمريكا: لا، وأصبحت أساطيلها تجوب العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه. الكرامة ليست كلمة تقال، ولكنها مواقف وتضحيات، وعندما أحس المثقّب العبدي ان هناك من يريد أن ينتهك كرامته أعلنها صريحة: فإمَّا أنْ تكونَ أخى بحقِّ فأَعرِفَ منكَ غَثِّي من سَميني وإلاَّ فاطَّرحني واتخذنى عَدُوًّا أَتَّقيكَ وتَتَّقيني وما أَدري إذا يَمَّمتُ وَجهًا أُريدُ الخَيرَ أَيُّهُما يَليني أَأَلخَيرُ الذي أنا أَبْتَغيهِ أَمِ الشَّرُّ الذي هو يَبْتَغيني الكرامة الوطنية شعور فياض يغمر الإنسان نتيجة توازن بين الحقوق والواجبات، ينمو معه حب الوطن، ويترسخ الانتماء، وتثمر التضحية. وهذه الكرامة تجعل من كل مؤسسات الوطن ومنجزاته جزءًا من الذات، مما يجعل التفريط فيها استلابًا للذات، وطمسًا لهويتها. والخطوط السعودية جزء من كرامتنا الوطنية التي شيّدت بكثير من الدعم والتضحيات، وأصبحت في يوم من الأيام مكونًا من مكونات الوعي بقيمة الوطن، والفخر بمنجزاته، والشعور بكرامة الذات والمجتمع. لكن الخطوط السعودية اليوم تعيش بؤسًا في العطاء، وفقرًا في المنجزات، وتدنى مستواها في تصنيف سكاي تراكس للخطوط الجوية في العالم إلى 3 نجمات بدلا من 5 نجوم خير شاهد، ولا ينبئك مثل خبير. الخطوط السعودية ليست ناقلًا وطنيًا فحسب، ولكنها جزء من الكرامة الوطنية لا ينبغي التفريط فيه. لقد أصبحت أخبار تأخير الرحلات، وسوء الخدمات الجوية والأرضية، وتدني دافعية العمل لدى منسوبيها قهوة يومية، وما جرى بعد موسم هذا الحج من تكدس في مطار الملك عبدالعزيز، ويجري يوميًا مع المواطنين في الداخل والخارج أمر لا ينبغي السكوت عليه، لقد وقفت الولاياتالمتحدةالأمريكية مع شركة جنرال موتورز GMC عندما أعلنت إفلاسها، ودعمتها بلا حدود؛ لأنها جزء من كرامتها الوطنية. قد تفرض بعض المواقف حلولًا قاسية، وعلينا جميعًا بمنطق الكرامة أن نتحمل أعباء هذه الحلول، فكرامتنا الوطنية لا يمكن أن تقدر بثمن مهما عظمت التضحيات. لقد قال أحد الفلاسفة: الأبطال الذين خلقوا من الرماد والحطام أمة إنما خلقوا من طينة البشر، ولكن فيهم كرامة. ألم نقل: وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه. باختصار هذه هي الكرامة، والكرامة خدمات تبذل، وليست كلمات تقال........................... [email protected]